تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم، وتقوية قلبه، وذلك من وجوه خمسة:
الوجه الأول: أن في تجدُّد الوحي وتكرار نزول الملك به من جانب الحق إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، سروراً يملأُ قلب الرسول، وغبطة تشرح صدره.
الوجه الثاني: أن في التنجيم تيسيراً عليه من الله في حفظه وفهمه ومعرفة أحكامه وحكمه.
الوجه الثالث: أن في كل نوبة من نوبات هذا النزول المنجَّم معجزةً جديدة غالباً حيث تحداهم كل مرة أن يأتوا بمثل نوبة من نُوب التنزيل، فظهر عجزهم عن المعارضة.
الوجه الرابع: أن في تأييد حقه ودحض باطل عدوه - المرة بعد الأخرى - تكراراً للذة فوزه وفلجه بالحق والصواب.
الوجه الخامس: تعهُّد الله إياه عند اشتداد الخصام بينه وبين أعدائه بما يُهَوِّن عليه هذه الشدائد.
التدرُّج في تربية هذه الأمة الناشئة علماً وعملاً. وينضوي تحت هذا الإجمال أمور خمسة أيضاً:
أولها: تيسير حفظ القرآن على الأمة.
ثانيها: تسهيل فهمه عليهم كذلك.
ثالثها: التهميد لكمال تخليهم عن عقائدهم الباطلة، وعباداتهم الفاسدة، وعاداتهم المرذولة. وذلك بأن يُراضوا على هذا التخلِّي شيئاً فشيئاً، بسبب نزول القرآن عليهم