للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وبفتح أوله بحذف الفاعل، والمحذوف هو جبريل كما في بعض الروايات ... (فتح الباري ٩/ ٤٦).

أقول: إن مدارسة القرآن من قبل جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، كل ذلك مما يستأنس به على أن ترتيب القرآن توقيفي، لأن المدارسة والعرض يقتضيان ترتيباً.

[- في جمع القرآن]

٢٤٧٧ - * روى البخاري عن زيد بن ثابتٍ (رضي الله عنه) قال: أرسل إليَّ أبو بكر، مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر جالس عنده، فقال أبو بكر: إن عمر جاءني، فقال: إن القتل قد استحَرَّ يوم اليمامة بقُرَّاء القرآن، وإنِّي أخشى أن يستحِرَّ القتل بالقُراء في كل المواطن، فيذهب من القرآن كثيرٌ، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قال: قلت لعمر: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خيرٌ، فلم يزل يُراجعني في ذلك، حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد: فقال لي أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمُك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، قال زيدٌ: فوالله لو كلفني نقل جبلٍ من الجبال ما كان أثقل عليَّ مما أمرني به من جمع القرآن، قال: قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خيرٌ، قال: فلم يزل أبو بكر يُراجعني - وفي أخرى: فلم يزل عمر يراجعني - حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، قال: فتتبعتُ القرآن أجمعه من الرقاع والعُسُب، واللخافِ، وصدور الرِّجال (١)،


٢٤٧٧ - البخاري (٩/ ١٠، ١١) ٦٦ - كتاب فضائل القرآن ٣ - باب جمع القرآن.
الترمذي (٥/ ٢٨٣، ٢٨٤) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ١٠ - باب "ومن سورة التوبة" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قال ابن الأثير: (مقتل أهل اليمامة) هو مفْعل من القتل، وهو ظرف زمانٍ هاهنا، يعني: أوان قتلهم، واليمامة: أراد الوقعة التي كانت باليمامة، في زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهم أهل الرِّدَّة.
(استحرَّ القتل) كثر واشتد.
(الرقاع): جمع رقعة، وقد تكون من جلد أو ورق أو كاغد.
(العُسُبُ) جمع عسيب، وهو سعفُ النخل.
(اللخافُ) جمع لخفة، وهي حجارة بيض رقاق. ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>