للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩٣٧ - * روى الطبراني عن عبد الله بن مسعود قال وتر الليل كوتر النهار صلاة المغرب ثلاث.

أقول: صلاة الوتر تشبه صلاة المغرب من حيث كونها وتراً ومن حيث كونها ثلاثاً ومن حيث إن فيها قعودين، وإنها تنتهي بتسليمة واحدة، وهذا كله قد أخذ به الحنفية في صلاة الوتر، وأوجبوا النية بأن ينوي الإنسان إذا أراد صلاة الوتر بقلبه أنه يريد صلاة وتر هذه الليلة، وبعضهم يغلط فينوي وتر صلاة العشاء وهذا غلط لا تصح معه صلاة الوتر، ويقوم الموتر بعد قراءة التشهد في القعود الأول قبل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويضيف الحنفية: أنه يقرأ في الركعة الثالثة مع الفاتحة سورة أو شيئاً من القرآن- وقد مر معنا دليل ذلك- ثم يقنت بعد القراءة في الثالثة وقبل الركوع حذاء أذنيه مكبراً ثم يعيد يديه كما كانتا ويدعو، والمستحب أن يدعو بالدعاء المأثور وهو: (اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق).

وبعد دعاء القنوت يكبر للركوع ويتم صلاته بلا فارق بين أفعالها وأفعال الركعة الثالثة في المغرب، وهذه معاني بعض مفردات الدعاء: "نخلع": نلقي ونترك، و"نحفد": أي نبادر ونسرع في تحصيل عبادتك بنشاط، كالمشي إلى المسجد، و"الجد": الحق، أي ضد الهزل، و"ملحق": أي لاحق بهم، بكسر الحاء وفتحها والكسر أفصح.

وقد مر معنا الكلام عن القنوت من قبل فليراجع، وهذه الصيغة لصلاة الوتر هي الصيغة المعتمدة عند الحنفية لصلاة الوتر.

[- صلاة الوتر على الراحلة]

١٩٣٨ - * روى ابن خزيمة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح على الراحلة قبل أي وجه توجه ويوتر عليها غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة.


١٩٣٧ - الطبراني "المعجم الكبير" (٩/ ٣٢٦).
مجمع الزوائد (٢/ ٢٤٢) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح.
١٩٣٨ - ابن خزيمة (٢/ ١٤٧، ١٤٨) ٤٤٥ - باب الرخصة في الوتر راكباً في السفر، وهو صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>