للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورة فصلت]

٢٨٣١ - * روى الشيخان عن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال: اجتمع عند البيت ثلاثة نفرٍ: ثقفيان وقُرشيُّ، أو قرشيان، وثقفيُّ، كثير شحمُ بطونهم، قليل فقهُ قلوبهم، فقال أحدهم: أترون أن الله يسمع ما نقول؟ فقال الآخر: يسمع إن جهرنا، ولا يسمع إن أخفينا، وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا، فهو يسمع إذا أخفينا، فأنزل الله عز وجل: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ} (١).

وللترمذي (٢) أيضاً عن عبد الله بن مسعود، قال: كنتُ مستتراً بأستارِ الكعبةِ، فجاء ثلاثةُ نفرٍ، كثيرٌ شحمُ بطونهم، قليلٌ فقه قلوبهم: قرشيٌّ وختناهُ ثقفيان، أو ثقفيٌّ وختناه قرشيان، فتكلموا بكلام لم أفهمه، فقال أحدهم: أترون أن الله يسمع كلامنا هذا، فقال الآخر: إنا إذا رفعنا أصواتنا سمع، وإذا لم نرفع أصواتنا لم يسمعه، فقال الآخر "إن سمع منه شيئاً سمعه كله، قال عبد الله: فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٣).


٢٨٣١ - البخاري (٨/ ٥٦٢) ٦٥ - كتاب التسير، ٢ - باب (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ...).
مسلم (٤/ ٢١٤١) ٥٠ - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم حديث رقم ٥.
الترمذي (٥/ ٣٧٥) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٤٣ - باب "ومن سورة حم السجدة" وقال الترمذي: هذا حخديث حسن صحيح.
(١) فصلت: ٢٢.
(٢) الترمذي (٥/ ٣٧٥، ٣٧٦) نفس الموضع السابق.
(الختن): قريب زوجة الرجل. ولعلهما أخوا امرأته.
(٣) فصلت: ٢٢، ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>