للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثلاثاً وللمقصرين واحدة؟ قال: "إنهم لم يشكوا".

٤٥٤٧ - * روى الشيخان عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم اغفرْ للمحلقين، قالوا: يا رسول الله، وللمُقصرين؟ قال: اللهم اغفر للمحلقين، قالوا: يا رسول الله، وللمقصرين؟ قال: وللمقصرين".

٤٥٤٨ - * روى مسلم عن أم الحُصين (رضي الله عنها) "أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في حجةِ الوداع، دعا للمُحلقين ثلاثاً، وللمُقصرين مرة واحدةً".

هذا الحديث يدل على أن هذه الواقعة كانت في حجة الوداع. قال النووي في شرح مسلم: هذا هو الصحيح المشهور، وحكى القاضي عياض عن بعضهم أن هذا كان يوم الحديبية حين أرهم بالحَلْقِ، فما فعله أحد لطمعهم بدخولِ مكة في ذلك الوقت، وذكر عن ابن عباس قال: حلق رجال يوم الحديبية، وقصر آخرون، ثم قال النووي: فلا يبعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله في الموضعين، قال الحافظ في الفتح: بل هو المتعين، لتضافر الروايات بذلك في الموضعين، إلا أن السبب في الموضعين مختلف، فالذي في الحديبية كان بسبب توقف من توقف من الصحابة عن الإحلال لما دخل عليهم من الحزن، لكونهم منعوا من الوصول إلى البيت مع اقتدارهم في أنفسهم على ذلك، فخلفهم النبي صلى الله عليه وسلم وصلح قريشاً على أن يرجع من العام المقبل، فلما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإحلال توقفوا، فأشارت أم سلمة أن يحل هو صلى الله عليه وسلم قبلهم، ففعل فتبعوه، فحلق بعضهم، وقصر بعض، وكان من بادر إلى الحلق أسرع إلى امتثال الأمر ممن اقتصر على التقصير، وقد وقع التصريح بهذا السبب في حديث ابن عباس، فإن في آخره عند ابن ماجة وغيره أنهم قالوا: يا رسول الله، ما بال المحلقين ظاهرت لهم بالرحمة، قال: "لأنهم لم يَشُكُّوا".

[- ماذا يحل بالتحلل الأصغر]

٤٥٤٩ - * روى مالك في الموطأ عن عبد الله بن عُمر (رضي الله عنهما) "أن عمر قال (١):


٤٥٤٧ - البخاري (٣/ ٥٦١) ٢٥ - كتاب الحج، ١٢٧ - باب الحلق والتقصير عند الإحلال.
مسلم (٢/ ٩٤٦) ١٥ - كتاب الحج، ٥٥ - باب تفضيل الحلق على التقصير وجواز التقصير.
٤٥٤٨ - مسلم: نفس الموضع السابق.
٤٥٤٩ - الموطأ (١/ ٤١٠) ٢٠ - كتاب الحج، ٧٣ - باب الإفاضة، وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>