للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[نصوص في صلاة المسافر]

[- مسافة القصر]

٢١٠٣ - * روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال يحيى بن يزيد الهنائي: "سألت أنساً عن قصر الصلاة؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال، أو ثلاثة فراسخ- شك شعبة- صلى ركعتين".

أقول: لا يفهم من النص أن مقصد الرسول صلى الله عليه وسلم كان ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ بل المقصود ههنا أنه إذا جاوز العمران هذا القدر وحان وقت صلاة رباعية صلاها ركعتين، وللمسافر حق القصر بمجرد مجاوزة عمران البلد ومرافقها التابعة لها والملاصقة لها إذا كانت مسافة سفره تزيد عن ما ذكرناه من أقوال الفقهاء.

٢١٠٤ - * روى مالك عن مالك بن أنس بلغه أن ابن عباس كان يقصر الصلاة في مثل ما بين مكة والطائف، وفي مثل ما بين مكة وعسفان، وفي مثل ما بين مكة وجدة، قال مالك: أربعة برد.

أقول: والفرسخ يساوي ٥٥٤٤ م ولذلك قدر المالكية الأربعة برد بحوالي ٨٩ كيلو متراً، والبريد على القول بأنه ٤ فراسخ يعدل حوالي ٢٣ كم ويتساهل جماهير العلماء فيما لو نقص المكان المقصود في السفر عن أربعة برد شيئاً قليلاً ذكرناه في العرض الإجمالي، والمسافة بين


٢١٠٣ - مسلم (١/ ٤٨١) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ١ - باب صلاة المسافرين وقصرها.
أبو داود (٢/ ٣) تفريع أبواب صلاة السفر، باب متى يقصر المسافر؟.
٢١٠٤ - الموطأ (١/ ١٤٨) ٩ - كتاب قصر الصلاة في السفر، ٣ - باب ما يجب فيه قصر الصلاة. حسن بشاهده.
النسائي (٣/ ١٢١) ١٥ - كتاب تقصير الصلاة في السفر، ٤ - باب المقام الذي يقصر بمثله الصلاة. إسناده صحيح.
(البُرُدُ): جمع بريد، والأصل فيه: البغل، وهي كلمة فارسية، وأصلها: "بريده دم" أي: محذوف الذنب، لأن بغال البري [كانت] محذوفة الأذناب، فعربت الكلمة وخففت، ثم سمي الرسول الذي يركبه: بريداً، والمسافة التي بين السكتين: بريداً، والسكة: هي الموضع الذي كان يسكنه الفيوج المرتبون للأخبار: من رباط، أو قبة، أو خيمة، أو نو ذلك، وبعد ما بين السكتين فرسخان، وقيل: أربعة فراسخ، والفرسخ: ثلاثة أميال، فيكون البريد على اختلاف القولين ستة أميال، أو اثني عشر ميلاً، وأربعة برد: ثمانية فراسخ، أو ستة عشر فرسخاً، وهو الأصح، وهي مسافة القصر والفطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>