للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مكة وجدة ومكة والطائف تنقص الآن قليلاً عن ثمانين كيلو متراً، ومن القول إن البريد فرسخان فقد نعرف أن هناك اتجاهاً عند العلماء لكنه ليس مفتى به أن مسافة السفر التي يجوز معها القصر حوالي ٤٥ كم.

٢١٠٥ - * روى مالك عن سالم بن عبد الله بن عمر: أن أباه ركب إلى ريم أو ذات النصب فقصر الصلاة في مسيره ذلك، قال مالك: وذلك أربعة برد، وفي أخرى له (١) "أنه ركب إلى ذات النصب، فقصر الصلاة في مسيره ذلك، قال مالك: وبين ذات النصب والمدينة أربعة برد" وفي أخرى (٢) له "أن ابن عمر كان يقصر الصلاة في مسيره اليوم التام" وفي أخرى (٣) له عن نافع: "أنه كان يسافر مع عبد الله بن عمر البريد فلا يقصر الصلاة" وفي أخرى (٤) عن نافع "أن ابن عمر كان يسافر من المدينة إلى خيبر فيقصر الصلاة".

أقول ما بين خيبر والمدينة المنورة حوالي ١٤٠ كم، وقد نصت إحدى الروايات على أنه لا يقصر إذا كان قصده مسيرة بريد، وهذا دليل للقول المفتى به في المذاهب الأربعة أن ليس كل سفر تقصر فيه الصلاة، وأما الرواية التي تذكر اليوم التام فهي دليل على ما ذكرناه من ناحية، وتحتمل السير المتواصل الجاد الذي يقطع به الراكب في يوم ما يقطعه الراكب في الأوضاع العادية بثلاثة أيام كما قدره الحنفية، أو يومين كما قدره الشافعية والحنابلة وعلى كل فالتقديرات في القول المفتى به في المذاهب الأربعة متقاربة كما رأينا لأن المقياس الذي قيس به السير مختلف، فلو قدره بعضهم بيومين وبعضهم بثلاثة فالمحصلة نتيجة الاختلاف في مقياس السير متقاربة.

٢١٠٦ - * روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "صليت الظهر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعاً، وخرج يريد مكة، فصلى بذي الحليفة العصر ركعتين، وعند


٢١٠٥ - الموطأ (١/ ١٤٧) ٩ - كتاب قصر الصلاة في السفر، ٣ - باب ما يجب فيه قصر الصلاة.
(١) الموطأ (١/ ١٤٧) ٩ - كتاب قصر الصلاة في السفر، ٣ - باب ما يجب فيه قصر الصلاة.
(٢) نفس الموضع السابق.
(٣) نفس الموضع السابق.
(٤) نفس الموضع السابق. وإسناده صحيح.
٢١٠٦ - البخاري (٢/ ٥٦٩) ١٨ - كتاب تقصير الصلاة، ٥ - باب يقصر إذا خرج من موضعه.
مسلم (١/ ٤٨٠) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ١ - باب صلاة المسافرين وقصرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>