للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البخاري (١) أيضاً قال: "صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعاً، وبذي الحليفة ركعتين، ثم بات حتى أصبح بذي الحليفة، فلما ركب واستوت به: أهلَّ. وفي أخرى (٢) قال: وأحسبه بات بها حتى أصبح. وفي أخرى (٣) وسمعتهم يصرخون بهما جميعاً.

أقول: هذا دليل على أن المسافر لا يقصر حتى يتجاوز عمران البلد، فإذا تجاوزها قصر الصلاة الرباعية، ولعل هذا الحديث يفسر أول حديث ذكرناه في الفقرة وهو عن أنس أيضاً، فذكرنا هناك أن مقصد الرسول صلى الله عليه وسلم كان بعيداً ولكن حانت أول صلاة على مسافة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ فصلاها ركعتين وذو الحليفة تبعد عن المدينة المنورة حوالي ٨ كم، فقد تكون هذه الرواية مفسرة للرواية الأولى التي ذكرناها عن أنس.

٢١٠٧ - * روى مالك عن نافع- مولى ابن عمر أن ابن عمر كان إذا خرج حاجاً أو معتمراً قصر الصلاة بذي الحليفة".

وهذا الأثر يؤكد فهمنا الذي ذكرناه آنفاً.

٢١٠٨ - * روى مسلم عن جبير بن نفير رضي الله عنه قال: خرجت مع شرحبيل بن السمط إلى قرية على رأس سبعة عشر ميلاً- أو ثمانية عشر ميلاً- فصلى ركعتين، فقلت له: فقال: رأيت عمر صلى بذي الحليفة ركعتين، فقلت له، فقال: إنما أفعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. وفي رواية لمسلم (٦) قال بهذا الإسناد، وقال: عن ابن السمط، ولم يسم شرحبيل، وقال: إنه أتى أرضاً يقال لها: دومين من حمص، على رأس ثمانية عشر ميلاً.


(١) البخاري (٣/ ٤٠٧) ٢٥ - كتاب الحج، ٢٤ - باب من بات بذي الحليفة حتى أصبح.
(٢) البخاري في نفس الموضع السابق.
(٣) البخاري (٣/ ٤٠٨) ٢٥ - كتاب الحج، ٢٥ - باب رفع الصوت بالإهلال.
(أهل) الإهلال: رفع الصوت بالتلبية.
(يصرخون بهما) الصراخ: رفع الصوت، وقوله: "بهما"، يعني: الحج والعمرة.
٢١٠٧ - الموطأ (١/ ١٤٧) ٩ - كتاب قصر الصلاة في السفر، ٣ - باب ما يجب فيه قصر الصلاة وإسناده صحيح.
٢١٠٨ - مسلم (١/ ٤٨١) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ١ - باب صلاة المسافرين وقصرها.
النسائي (٣/ ١١٨) ١٥ - كتاب تقصير الصلاة في السفر، ١ - كتاب تقصير الصلاة في السفر.
(٤) مسلم (١/ ٤٨١) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ١ - باب صلاة المسافرين وقصرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>