للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن المبارك: فنرى أن ذلك كان على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال النووي في "شرح مسلم": هذا الذي قاله ابن المبارك محتمل، وقد قال غيره: والمراد أن من فعل هذا، فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف، فإن ترْك الجهاد أحدُ شعبِ النفاق، وفي هذا الحديث أن من نوى فعل عبادة فمات قبل فعلها، لا يتوجه عليه من الذم ما يتوجه على من مات ولم ينوها.

[- الترهيب من ترك الجهاد]

٤٨٠٣ - * روى النسائي عن سلمة بن نُفيلٍ الكنديُّ، كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجلٌ: يا رسول الله أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح وقالوا لا جهاد وقد وضعت الحربُ أوزارها فأقبل صلى الله عليه وسلم بوجهه وقال: "كذبُوا، الآن جاء القتال ولا يزالُ من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزيغُ الله لهم قلوب أقوامٍ ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله، الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وهو يوحي إليّ: إني مقبوض غير ملبث وأنتم تتبعوني، ألا فلا يضرب بعضكم رقاب بعض، وعقر دار المؤمنين الشام" وفي رواية: "وأنتم تتبعوني أقتاداً يضرب بعضكم رقاب بعض" مستنكراً ذلك منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

٤٨٠٤ - * روى البخاري عن أبي أمامة سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم ورأى سكةً أو شيئاً من آلةِ الحرث يقول: "لا يدخلُ هذا بيت قومٍ إلا أدخله الله الذُّلَّ".

٤٨٠٥ - * روى أحمد عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لثوبان: "كيف بك يا ثوبان إذا تداعتْ عليكم الأمم كتداعيكم على قصعة الطعام تصيبون منه. قال ثوبان: بأبي أنت وأمي يا رسول الله: أمن قلةٍ بنا؟ قال: لا، أنتم يومئذٍ كثيرٌ ولكن يُلقى في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهنُ يا رسول الله؟ قال: حبكم الدنيا وكراهيتكم القتال" (١).


٤٨٠٣ - النسائي (٦/ ٢١٤) ٢٨ - كتاب الخيل، وإسناده صحيح.
(أذال الناس الخيل) أهانوها واستخفوا بها لأنهم وضعوا أداة الحرب عنها وأرسلوها.
٤٨٠٤ - البخاري (٥/ ٤) ٤١ - كتاب الحرث والمزارعة، باب ما يُحذرُ من عوامت لاشتغال بآلة الزرع ... إلخ.
٤٨٠٥ - أحمد (٢/ ٣٥٩).
مجمع الزوائد (٧/ ٢٨٧) وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه وإسناد أحمد جيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>