للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورة الفرقان]

٢٧٧٣ - * روى الشيخان عن ابن مسعودٍ (رضي الله عنه) قال: سألتُ - أو سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم - أيُّ الذَّنبِ عند الله أعظمُ؟ قال: "أن تجعل لله نداً وهو خلقك، قال: قلتُ: إن ذلك لعظيم؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: أنْ تقتُلَ ولدك مخافةَ أنْ يطعم معك، قلت: ثم أيُّ؟ قال: أن تُزاني حليلةَ جارك، قال: ونزلت هذه الآية، تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} (١).

٢٧٧٤ - * روى مسلم عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: إن قوماً قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا وانتهكوا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، إنَّ الذي تقول وتدعو إليه لحسنٌ، لو تُخبرنا أنَّ لما عملنا كفارةً؟ فنزلت: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} (٢) قال: يُبدلُ الله شركهم إيماناً، وزناهم إحصاناً، ونزلت: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} (٣).


٢٧٧٣ - البخاري (١٣/ ٤٩١) ٩٧ - كتاب التوحيد، ٤٠ - باب قول الله تعالى (فلا تجعلوا لله أنداداً) و (٨/ ٤٩٢) ٦٥ - كتاب التفسير، ٢ - باب (والذين لا يدعون مع إلهاً آخر).
مسلم (١/ ٩٠) ١ - كتاب الإيمان، ٣٧ - باب كون الشرك أقبح الذنوب.
أبو داود (٢/ ٢٩٤) كتاب الطلاق، باب في تعظيم الزنا.
(نداً) الندُّ: المثل.
(حليلة) الحليلة: المرأة.
(١) الفرقان: ٦٨.
٢٧٧٤ - مسلم (١/ ١١٣) ١ - كتاب الإيمان، ٥٤ - باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج.
(انتهكوا) يقال: انتهكت محارم الشرع: إذا فعلت ما حمره عليك ولم تلزم أوامره.
(كفارة) الكفارة: التي تجب على الحالف إذا حنث، ونحو ذلك من الأحكام الشرعية التي أوجب فيها الشرع كفارة، كالصوم والظهار، وسميت كفارة، لأنا تغطي الذنب وتمحوه.
(تقنطوا) القنوط: اليأس من الشيء.
(٢) الفرقان: ٦٨ - ٧٠.
(٣) الزمر: ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>