للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية (١) الترمذي مثله، وقال: فأنزل الله: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} الآية، وزاد فيه: {وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا} ... الحديث.

قال النووي:

في الحديث إشفاق الصحابة من عدم قدرتهم القيام بما كلفتهم به ظاهر الآية.

وقولهم (لا نطيقها) لكونهم اعتقدوا أنهم يؤاخذون بما لا قدرة لهم على دفعه من الخواطر التي لا تكتسب. وقد اتجه العلماء في هذه الآية اتجاهين.

الأولى: أن الآية {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} ناسخة للأولى (وإن تبدوا).

الثاني: أن الآيتين محكمتان ولا نسخ وأن الآية (وإن تبدوا) عموم يصح أن يشتمل على ما يُمْلَكُ من الخواطر دون ما لا يُملكُ فتكون الآية الأخرى مخصصةً، قال النووي فيما نقله عن الواحدي: والمحققون يختارون أن الآية محكمة غير منسوخة.

وقال القاضي عياض لا وجه لإبعاد النسخ فإن راويها قد روى فيها النسخ.

لكن اختلف في قول الصحابي نسخ كذا بكذا هل يكون حجة يثبت بها النسخ؟ والمحققون على أنه قد يكون قوله عن اجتهاد وتأويل فلا يكون نسخاً حتى ينقل عن رسول الله (باختصار وتصرف انظر شرح النووي على مسلم ٢/ ١٤٩ - ١٥١).

٢٥٥٧ - * روى الستة إلا مالكاً عن أبي هريرة رفعه: "إن الله تجاوز لأمتي مالم تكَلَّمْ به أو تعمل به وما حدَّثَتْ به أنفُسها".


(١) الترمذي (٥/ ٢٢١، ٢٢٢) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٣ - باب "ومن سورة البقرة" وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
(الإصر): العهد والميثاق، وقيل: الحمل والثقل.
٢٥٥٧ - البخاري (٩/ ٣٨٨) ٦٨ - كتاب الطلاق، ١١ - باب الطلاق في الإغلاق ... إلخ.
مسلم (١/ ١١٦، ١١٧) ١ - كتاب الإيمان، ٥٨ - باب تجاوز الله عن حديث النفس ... إلخ.
أبو داود (٢/ ٢٦٤) كتاب الطلاق، باب في الوسوسة بالطلاق.
الترمذي (٣/ ٤٨٩) ١١ - كتاب الطلاق، ٨ - باب ما جاء فيمن يحدث نفسه بطلاق امرأته وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
النسائي (٦/ ١٥٦، ١٥٧) ٢٧ - كتاب الطلاق، ٢٢ - باب من طلق في نفسه.
ابن ماجه (١/ ٦٥٩) ١٠ - كتاب الطلاق، ١٦ - باب طلاق المكره والناسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>