للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سابع سبعة- أو تاسع تسعة- فدخلنا عليه، فقلنا: يا رسول الله، زرناك، فادع لنا لنا بخير، فدعا، وأمر بنا- أو أمر لنا- بشيء من التمر، والشأن إذ ذاك دون، فأقمنا بها أياماً، وشهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام صلى الله عليه وسلم متوكئاً على عصا- أو قوس- فحمد الله وأثنى عليه بكلمات خفيفات طيبات مباركات، ثم قال: "أيها الناس، إنكم لن تطيقوا- أو لن تفعلوا- كل ما أمرتم به، ولكن سددوا وقاربوا، وأبشروا ويسروا".

١٧٦٢ - * روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب: احمرت عيناه وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش، يقول: "صبحكم ومساكم ويقول: "بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه: السبابة والوسطى، ويقول: "أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ثم يقول: "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإلي وعلي"، وفي رواية (١) قال: "كانت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم: يحمد الله، ويثني عليه، ثم يقول على إثر ذلك، وقد علا صوته ... وذكر نحوه" وفي أخرى (٢) "كان يخطب الناس: يحمد الله، ويثني عليه بما هو أهله ثم يقول: من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وخير الحديث كتاب الله ... ثم ذكر نحو ما تقدم"، وفي رواية (٣) النسائي قال: "كان


= قال الحافظ في التلخيص: وإسناده حسن، وفيه شهاب بن خراش، وقد اختلف فيه والأكثر وثقوه، وقد صححه ابن السكن وابن خزيمة.
(سددوا): اقصدوا السداد في الأمور، وهو العدل والقصد.
(قاربوا): اجعلوا عملكم قصداً لا غلو فيه.
(يسروا) التيسير: التسهيل في الأمور.
١٧٦٢ - مسلم (٢/ ٥٩٢) ٧ - كتاب الجمعة، ١٣ - باب تخفيف الصلاة والخطبة.
(١) مسلم، الموضع السابق.
(٢) مسلم، الموضع السابق.
(٣) النسائي (٣/ ١٨٨) ١ - كتاب صلاة العيدين، ٢٢ - كيف الخطبة.
(منذر جيش) المنذر: المعلم المعرف للقوم بما يكون قد دهمهم من عدو أو غيره، وهو المخوف.
(الهدي): السيرة والطريقة، وهو ساكن الدال.
(ضياعاً) الضياع بفتح الضاد: العيال.

<<  <  ج: ص:  >  >>