وفي رواية (١) النسائي "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ليالي، فاجتمع إليه ناس، ثم فقدوا صوته ليلة، فظنوا أنه قد نام، فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج، فلم يخرج، فلما خرج للصبح قال: "ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم، حتى خشيت أن يُكتب عليكم، ولو كتب عليكم ما قمتم به، فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة".
قال التهانوي:(في الحديث دلالة على كون النوافل في البيت أفضل منها في المسجد وعلى كون الجماعة مختصة بالمكتوبة، وأما النوافل فالأصل فيها الإخفاء) وقال: (ومقتضى هذا الدليل أن تكره الجماعة في النفل والوتر مطلقاً إلا أنا قيدناه بالتداعي وهو أن يدعو بعضهم بعضاً، وفسره الفقهاء بالكثرة لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم التنفل بالجماعة أحياناً من غير تداع منه).
ثم قال:(وتفسير التداعي بالاهتمام والمواظبة أولى من تفسيرها بالعدد والكثرة كما لا يخفى. واستثنى العلماء صلاة التطوع في ليالي رمضان جماعة لما سيرد من الأدلة).
قال في الخلاصة:(ولا يصلى التطوع بجماعة إلا في رمضان) ا. هـ (إعلاء السنن ٧/ ٧٧ - ٨١).
لكن ذكر النووي (٦/ ٤١) استدلالاً بالحديث التالي جواز النافلة جماعة وقال:
ولكن الاختيار فيها الانفراد إلا في نوافل مخصوصة وهي العيد والكسوف والاستسقاء، وكذا التراويح عند الجمهور. ا. هـ.
وجاء في رد المحتار على الدر المختار أثناء حديثه عن الجماعة في التطوع والوتر:
ويمكن أن يقال: الظاهر أن الجماعة فيه- أي في الوتر- غير مستحبة، ثم إن كان
(١) النسائي (٣/ ١٩٨) ٢٠ - كتاب قيام الليل وتطوع النهار، ١ - باب الحث على الصلاة في البيوت والفضل في ذلك.