للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إليه مع ذلك: إنما الخطبة بعد الصلاة، وإن ذلك قد كان يفعل، قال: فصلى ابن الزبير قبل الخطبة.

ولأبي داود (١) قال: "فجعل بلال يجعله في كسائه، قال: فقسمه على فقراء المسلمين".

وله في أخرى (٢) عن عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس قال له رجل: أشهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ولولا منزلتي منه ما شهدته من الصغر، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم الذي عند دار كثير بن الصلت، فصلى، ثم خطب- ولم يذكر أذاناً ولا إقامة- قال: ثم أمر بالصدقة، فجعل النساء يشرن إلى آذانهن وحلوقهن، فأمر بلالاً فأتاهن. ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم".

وأخرج النسائي (٣) رواية أبي داود الآخرة إلى قوله: "ثم خطب، وقال: فأتى النساء فوعظهن وذكرهن، وأمرهن أن يتصدقن، فجعلت المرأة تهوي بيدها إلى حلقها تلقي في ثوب بلال".

أقول: يستفاد من هذه الحادثة الاستفادة من المناسبات التي يجتمع فيها الناس بأن يحض الناس فيها على ما فيه فائدة للفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات وأن يتولى ذلك الخطيب نفسه.

٢٠٧٧ - * روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، وأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس- والناس جلوس على صفوفهم- فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أن يقطع بعثاً أو يأمر بشيء أمر به، ثم ينصرف، وقال أبو سعيد: فلم يزل الناس على


(١) أبو داود (١/ ٢٩٨) كتاب الصلاة، ٢٤٧ - باب الخطبة يوم العيد.
(٢) أبو داود (١/ ٢٩٨) كتاب الصلاة، ٢٤٩ - باب ترك الأذان في العيد.
(٣) النسائي (٣/ ١٩٢، ١٩٣) ١٩ - كتاب صلاة العيدين، ٢٨ - موعظة الإمام النساء بعد الفراغ من الخطبة وحثهن على الصدقة.
٢٠٧٧ - البخاري (٢/ ٤٤٨، ٤٤٩) ١٣ - كتاب العيدين، ٦ - باب الخروج إلى المصلى بغير منبر.
(بعثاً) البعث: القوم يبعثون في الغزو، وقطعهم: إفرادهم من الناس وتعيينهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>