للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فرسه ينفِرُ منها، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر له ذلك، فقال: تلك السكينةُ تنزلتْ للقرآن" وفي رواية (١): "اقرأ فلانُ، فإنها السكينةُ تنزلتْ عند القرآن" "أو للقرآن" وفي رواية (٢): "تنزلتْ بالقرآن".

ترجم البخاري (٩/ ٦٣) لحديث أُسيد بن حضير السابق بقوله:

باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن قال ابن حجر كذا جمع بين السكينة والملائكة ولم يقع في حديث الباب [أي حديث أسيد السابق] ذكر السكينة ولا في حديث البراء الماضي في فضل الكهف (أي هذا) ذكر الملائكة ولعل المصنف كان يرى أنهما قصة واحدة ولعله أشار إلى أن المراد بالظلة في حديث الباب السكينة لكن ابن بطال جزم بأن الظلة السحابة وأن الملائكة كانت فيها ومعها السكينة والسكينة تتنزل أبداً مع الملائكة اهـ. وقيل إن صاحب هذه القصة هو أسيد أيضاً لكن قصة أسيد السابقة فيها انه كان يقرأ سورة البقرة وهذا ظاهره التعدد.

وقعت لثابت بن قيس بن شماس قصة قريبة من قصة أسيد لكن في سورة البقرة أيضاً ويحتمل أن يكون قرأ سورة البقرة والكهف جميعاً أو من كل منهما. [انظر الفتح ٩/ ٥٧].

النووي (٦/ ٨٢): قد قيل في معنى السكينة هنا أشياء، المختار منها أنها شيء من مخلوقات الله تعالى في طمأنينة ورحمة ومعه الملائكة والله أعلم.

وفي هذا الحديث جواز رؤية آحاد الأمة الملائكة (وقال ابن حجر ٩/ ٦٤ وهو صحيح لكن الذي يظهر التقييد بالصالح مثلاً والحسن الصوت).

قال النووي وفيه فضيلة القرآن وأنها سبب نزول الرحمة وحضور الملائكة وفيه فضيلة استماع القرآن.


(١) مسلم (١/ ٥٤٨) نفس الموضع السابق.
(٢) البخاري (٨/ ٥٨٦) ٦٥ - كتاب التفسير، ٤ - باب (هو الذي أنزل السكينة).
الترمذي (٥/ ١٦١) ٤٦ - كتاب فضائل القرآن، ٦ - باب ما جاء في فضل سورة الكهف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(الشطن): الحبْلُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>