كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام

الفقرة الثانية: في بعض الآداب والأحكام المتعلقة بالقرآن - التغني بالقرآن وتزيينه بالصوت - ج: 4 - ص: 1616

قال: ورواه معمر عن منصور عن طلحة، فقدم الأصوات على القرآن، وهو الصحيح.

قال: ورواه طلحة عن عبد الرحمن بن عَوْسجةً عن البراء: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "زينوا أصواتكم بالقرآن" أي: الهجُوا بقراءته، واشغلُوا أصواتكم به، واتخذوه شعاراً وزينة.

وقال محقق الجامع في تفسيره الحديث على ظاهر الرواية الأولى ويكون ذلك بتحسين الصوت عند القراءة، فإن الكلام الحسن يزيد حسناً وزينة بالصوت الحسن، وفي أدائه بحسن الصوت وجودة الأداء بعث للقلوب على استماعه والإصغاء إليه، قال التوربشتي: هذا إذا لم يخرجه التغني عن التجويد، ولم يصرفه عن مراعاة النظم في الكلمات والحروف، فإن انتهى إلى ذلك، عاد الاستحباب كراهة، وأما ما أحدثه المتكلفون بمعرفة الأوزان والموسيقى فيأخذون في كلام الله مأخذهم في التشبيب والغزل، فإنه من أسوأ البدع، فيجب على السامع النكير، وعلى التالي التعزيز.

أقول: ما دامت أحكام التجويد مراعاة، والخشوع حاصلاً فكل ما يزيد التلاوة حسناً لا حرج فيه.

٢٣٧٢ - * روى الشيخان عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أذن الله لشيءٍ ما أذن لنبيٍّ: أن يتغنى بالقرآن، يجهرُ به".

٢٣٧٣ - * روى أحمد عن سعد بن أبي وقاصٍ (رضي الله عنه) قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن" (١).

---

٢٣٧٢ - البخاري (٩/ ٦٨) ٦٦ - كتاب فضائل القرآن، ١٩ - باب من لم يتغن بالقرآن.
مسلم (١/ ٥٤٥، ٥٤٦) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٣٤ - باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن.
أبو داود (٢/ ٧٥) كتاب الصلاة، ٢٠ - باب استحباب الترتيل في القرآن.
النسائي (٢/ ١٨٠) ١١ - كتاب الافتتاح، ٨٣ - باب تزيين القرآن بالصوت.
(أذِن) أذن الرجلُ الشيء: إذا استمع إليه.
(والتغني) بالقرآن: هو الاستغناء به، هكذا جاء في بعض روايات الحديث، وقيل: هو تحسين الصوت بقراءته، قاله ابن الأثير.
٢٣٧٣ - أحمد (١/ ١٧٢، ١٧٥، ١٧٩).
أبو داود (٢/ ٧٤) كتاب الصلاة، ٢٠ - باب استحباب الترتيل في القراءة.