وأسرارها ليكون العالم على بصيرة بهذه العلوم كلها، فيكون ذلك بمثابة المقدمة لمن أراد التخصص في واحد منها، ولكي لا يغيب عن طالب علم عِلْمٌ من العلوم التي خدمت هذا القرآن مما هو في نفسه حجة على الخلق أجمعين بأن هذا القرآن الكريم فيه ما لا يتناهى من العلوم، وهو حجة على خلق الله أجمعين وقد استطاع المؤلف أن يبرز ذلك كله مع إبراز كثرة ما خُدِم به هذا القرآن وعظمته.
وقد قسم كتابه إلى سبعة عشر مبحثاً، وقد جعل المبحث الأول في التعريف بالعلم عامة وعلوم القرآن خاصة، وبالتعريف على القرآن الكريم وأنواع العلماء الذين تخصصوا في خدمة هذا القرآن.
وجعل المبحث الثاني في تاريخ علوم القرآن وظهور اصطلاحاته والمراحل التي مر عليها هذا العلم حتى استقر كعلم خاص له اسم خاص وعرض لأهم الكتب التي ألفت فيه وأشار إلى شيء مهم وهو: أن هناك كتاباً ألف في القرن الخامس لإبراهيم بن سعيد الخوفي المتوفى سنة ٤٣٠ هجرية اسمه (البرهان في علوم القرآن) وهو يقع في ثلاثين مجلداً، يوجد منه الآن خمسة عشر مجلداً، وعلى هذا فنه يصحح التصور الذي أعطانا إياه السيوطي عن نشأة هذا العلم وأخذه اسمه المعروف في عهد مبكر.
وتحدث عن كتب ألفت في هذا العلم ووجدت تحت اسم علوم القرآن منها: ما ألفه ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ هجرية في كتابيه: (الأفنان في علوم القرآن) و (المجتبي في علوم تتعلق بالقرآن) وكلاهما مخطوط بدار الكتب المصرية.
ثم تحدث عن تاريخ هذا العلم بقريب مما تحدث عنه السيوطي حتى وصل إلى كتاب السيوطي (الإتقان في علوم القرآن) وذكر أنه بعد السيوطي لم يظهر من أبداع في هذا العلم حتى جاء القرن الرابع عشر، فألف في هذا العلم عدد كبير من المؤلفين إما في علوم القرآن أو في علم من علوم القرآن أو فيما يخدم هذا القرآن ويرد الشبه عنه وقد حاول المؤلف أن يستفيد من القديم والحديث في مؤلفه، فتحدث في المبحث الثالث عن علم نزول القرآن، وأهم أبحاثه الجديدة أنه تحدث عن الِكَم والأسرار في نزول القرآن منجماً فذكر أربع حكم تحوي في طياتها خمس عشرة حكمة. وبهذه المناسبة ناقش منكري الوحي فأقام عليهم الحجة