للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السبعة كلها وحي رباني وأنها كلها مأخوذة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لأحد أن يقرأ القرآن إلا على ما تلقنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلام ابن الأثير في تفسير الأحرف السبعة وجه من الوجوه التي فسرت بها الأحرف السبعة، والرسم العثماني جمع الناس على لغة قريش لأن القرآن نزل على قرشي وأجمع الصحابة على الرسم العثماني للمصحف فكان إجماعهم دليلاً على أن ما خالف الرسم العثماني روعيت فيه المرحلية في الخطاب، وما كان الصحابة ليجمعوا إلا على شيء قامت عليه الأدلة سواء عرفناها، أو لم نعرفها.

٢٤٤٨ - * روى مسلم عن أُبيٍّ بن كعب رضي الله عنه قال: كنتُ في المسجد، فدخل رجل يُصلي، فقرأ قراءة أنكرتُها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءةً سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة، دخلنا جميعاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إنَّ هذا قرأ قراءة أنكرتُها عليه: فدخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ، فحسَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسُقط في نفسي من التكذيب، ولا إذْ كنتُ في الجاهلية، فلما رأى رسول الله صلى الله لعيه وسلم ما قد غشيني، ضرب في صدري، ففضْتُ عرقاً، وكأنما أنظرُ إلى الله عز وجل فرقاً، فقال لي: "يا أبيُّ، أرسل إليَّ: أن اقرأ القرآن على حرفٍ، فرددْتُ إليه: أنْ هونْ على أمتي، فردَّ إليَّ الثانية: أن اقرأهُ على حرفين، فرددتُ إليه: أن هونْ على أمتي، فردَّ إليَّ الثالثة: أن اقرأهُ على سبعة أحرف، ولك بكلِّ ردةٍ رددْتُكهَا مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفرْ لأمتي، وأخرْتُ الثالثة ليومٍ يرغبُ إليَّ الخلقُ كلُّهُم حتى إبراهيمُ".

وفي رواية (١) أخرى قال: إن النبي صلى الله عليه سلم كان عند أضاة بني غفارٍ، فأتاه جبريلُ عليه السلام، فقال: إن الله يأمرُك أنْ تقرأ أُمَّتُك القرآن على حرفٍ، فقال: "أسأل الله معافاته ومغفرته، وإنَّ أمتي لا تُطيقُ ذلك، ثم أتاه الثانية، فقال إن الله يأمُرك أنْ تقرأ أمتُك القرآن على حرفين، فقال: أسألُ الله معافاته ومغفرته، وإنَّ أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاء الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمَّتُك القرآن على ثلاثة


= بلغة هذيل، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة اليمن. "ابن الأثير".
٢٤٤٨ - مسلم (١/ ٥٦١، ٥٦٢) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٤٨ - باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف، وبيان معناه.
(١) مسلم (١/ ٥٦٢، ٥٦٣) نفس الموضع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>