للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يختلفون فيما سوى ذلك، وما اختلف فيه أئمة الاجتهاد فالأمر فيه واسع، وما دام المرء على مذهب إمام وتوافرت فيه شروط الاجتهاد أو الفتوى فلا حرج عليه، فما اختلفوا إلا حيث يحتمل المقام اختلافاً.

* * *

إن إقامة الصلاة تعني إقامةً لأوامر كثيرة طالب الله عز وجل بها المكلفين، فحين تقيم الصلاة فإنك تقيم الكثير من أوامر الله عز وجل {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (١) {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} (٢) {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (٣) {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (٤) {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (٥) {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} (٦) {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} (٧) {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} (٨) {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} (٩) {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (١٠) {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} (١١) {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (١٢). ويكفيك لتعرف عظمة الصلاة أن تتدبر قوله تعالى:

{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (١٣).

{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (١٤) فمبنى الدين القيم على توحيد العبادة لله، والإخلاص فيها وإقام


(١) الأعراف: ٣١.
(٢) المائدة: ٦.
(٣) البقرة: ١٥٠.
(٤) النساء: ١٠٣.
(٥) البقرة: ٢٣٨.
(٦) المزمل: ٢٠.
(٧) الأعراف: ٢٠٤.
(٨) الحج: ٧٧.
(٩) الواقعة: ٧٤.
(١٠) الأعلى: ١.
(١١) الروم: ١٧، ١٨.
(١٢) الأحزاب: ٥٦.
(١٣) البقرة: ٤٥.
(١٤) البينة: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>