= وفي آية الأحزاب قال محقق الجامع: قال الحافظ في "الفتح" ٩/ ١٧: وظاهر حديث زيد بن ثابت هذا، أنه فقد آية الأحزاب من الصحف التي كان نسخها في خلافة أبي بكر، حتى وجده مع خزيمة بن ثابت. ووقع في رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن ابن شهاب، أن فقده إياها إنما كان في خلافة أبي بكر، وهو وهم منه. والصحيح ما في الصحيح، وأن الذي فقد في خلافة أبي بكر الآيتان من آخر براءة. وأما التي في الأحزاب: ففقدها لما كتب المصحف في خلافة عثمان. قال العلماء: الفرق بين جمع أبي بكر وبين جمع عثمان: أن جمع القرآن في عهد أبي بكر كان عبارة عن نقل القرآن وكتابته في صحف مرتب الآيات، مقتصراً فيه على ما لم تنسخ تلاوته مستوثقاً له بالتواتر والإجماع. وكان الغرض منه تسجيل القرآن وتقييده بالكتابة، مجموعاً مرتباً خشية ذهاب شيء منه بموت حملته وحفاظه. وأما الجمع في عهد عثمان فقد كان عبارة عن نقل ما في تلك الصحف في مصحف واحد إمام، واستنسخ مصاحف منه ترسل إلى الآفاق الإسلامية، ملاحظاً فيها ترتيب سور وآياته جميعاً، وكتابته بطريقة تجمع وجوه القراءات المختلفة، وتجريده من كل ما ليس قرآنا، والغرض منه إطفاء الفتنة التي اشتعلت بين المسلمين حين اختلفوا في قراءة القرآن وجمع شملهم وتوحيد كلمتهم والمحافظة على كتاب الله من التغيير والتبديل. ٢٤٨٠ - البخاري (٩/ ٤٧) ٦٦ - كتاب فضائل القرآن ٨ - باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. (نحن أُبي): هو أُبي بن كعب الأنصاري، ولحنه: لغته وقراءته. (وإنا لندع من لحن أبي) طريقته التي يقرأ بها القرآن: أيك من قراءته، ولحن القول: فحواه ومعناه، والمراد به هنا: القول. (٢) البقرة: ١٠٧.