للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٨٠ - * روى الترمذي عن عليٍّ وقد سُئل بأي شيء بعثت في الحجةِ؟ قال بُعثتُ بأربعٍ: لا يطوفن بالبيت عريانٌ، ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهدٌ فهو إلى مدَّتِه، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهرٍ، ولا يدخل الجنة إلا نفسٌ مؤمنةٌ، ولا يجتمع المشركون والمؤمنون بعد عامهم هذا.

أقول: لقد كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين بعض المشركين عهودٌ مطلقة، وكان بينه وبين بعضهم عهود إلى أمدٍ، ولم يكن بينه وبين بعض المشركين أي عهد، فمن كان عهده إلى أمد فقد حوفظ على هذا المد، ومن كان له عهد مطلق أو لم يكن له عهد أعطى فرصة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك فإنه لا عهد له.

٢٦٨١ - * روى البخاري عن زيد بن وهبٍ (رحمه الله) قال: كنا عند حُذيفة، فقال: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثةٌ، ولا بقي من المنافقين إلا أربعةٌ، فقال أعرابي: إنكم أصحاب محمدٍ، تخبرونا أخباراً، لا ندري ما هي؟ تزعمون أن لا منافق إلا أربعةٌ، فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا، ويسرقون أعلاقنا؟ قال: أولئك الفُساق، أجل لم يبق منهم إلا أربعةٌ: أحدهم: شيخٌ كبيرٌ - لو شرب الماء البارد لما وجد بردَهُ.

هكذا ورد الحديث في صحيح البخاري دون ذكر آية وإنما أشار لها وقد ترجم البخاري للحديث بقوله باب: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ} (١) وقد أوردها صاحب جامع الأصول في صلب الحديث.

قال المحقق: ولعل المصنف ذكرها في الحديث اعتماداً على الباب، فقد أورده البخاري تحت قوله تعالى: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ} الذي أورده فيه الحديث وقال الحافظ: تعليقاً على ذلك: هكذا وقع مبهماً، وقع عند الإسماعيلي من رواية ابن عيينة


٢٦٨٠ - الترمذي (٥/ ٢٧٦) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ١٠ - باب ومن سورة التوبة قال الترمي: هذا حديث حسن صحيح.
٢٦٨١ - البخاري (٨/ ٣٢٢) ٦٥ - كتاب التفسير، ٥ - باب (فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم).
(يبقرون) أي: يفتحون ويوسعون، يقال: بقرت الشيء: إذا فتحته.
(أعلاقنا) الأعلاق جمع علقٍ، وهو الشيء النفيس مما يُقتنى.
(١) التوبة: ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>