ما في التفسير "هل بأرضي من سلام؟ " أو من أين، كما في قوله تعالى:{أَنَّى لَكِ هَذَا}.
والمعنى: من أين السلام في هذه الأرض التي لا يُعرف فيها، وكأنها كانت بلاد كفر، أو كانت تحيتهم بغير السلام، وفيه دليل على أن الأنبياء ومن دونهم، لا يعلمون من الغيب إلا ما علمهم الله، إذ لو كان الخضر يعلم كل غيب لعرف موسى قبل أن يسأله.
قال النووي: في الحديث: الحكم بالظاهر حتى يتبين خلافه لإنكار موسى عليه السلام عليه، قال القاضي؛ اختلف العلماء في قول موسى:{لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} و {شَيْئًا نُكْرًا} أيهما أشد؟ فقيل "إمراً" لأنه العظيم. ولأنه في مقابلة خرق السفينة، الذي يترتب عليه في العادة هلاك الذين فيها وأموالهم، وهلاكهم أعظم من قتل الغلام، فإنها نفس واحدة. وقيل:"نكراً" أشد. لأنه قاله عند مباشرة القتل حقيقة. وأما القتل في خرق السفينة فمظنون. وقد يسلمون في العادة. وقد سلموا في هذه القضية فعلاً. وليس فيها ما هو محقق إلا مجرد الخرق. والله أعلم.
قال الحافظ في "الفتح" ٨/ ٣١٦: قوله: "يا موسى، إن لي علماً لا ينبغي لك أن تعلمه" أي: جميعه "وإن لك علماً لا ينبغي لي أن أعلمه" أي: جميعه. وتقدير ذلك متعين، لأن الخضر كان يعرف من الحكم الظاهر مالا غنى بالمكلف عنه، وموسى كان يعرف من الحكم الباطن ما يأتيه بطريق الوحي. ووقع في رواية سفيان "يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه، لا تعلمه أنت" وهو بمعنى الذي قبله.
(زكيَّة): بتشديد الياء وزاكية: " قراءتان سبعيتان متواترتان فقد قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر (زكية) وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير (زاكية)، وهما بمعنى واحد.
(لتخذت): قرأ هذه القراءة (لتخذْتَ) بفتح التاء من دون تشديد وكسر الخاء من