التسبيح عند التعجب، واستعظام الأمر، وذم الغيبة، وذم سماعها، وزجر من يتعاطاها لا سيما إن تضمنت تهمة المؤمن بما لم يقع منه، وذم إشاعة الفاحشة وتحريم الشك في براءة عائشة رضي الله عنها.
٢٧٥٦ - * روى البخاري عن أم رومان رضي الله عنها- وهي أم عائشة رضي الله عنها- قالت: بينا أنا قاعدة أنا وعائشة، إذ ولجت امرأةٌ من الأنصار، فقالت: فعل الله بفلان وفعل، فقالت أم رومان: وما ذاك؟ قالت: ابني فيمن حدث الحديث، قالت: وما ذاك؟ قالت: كذا وكذا، قالت عائشة: وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم، قالت: وأبو بكر؟ قالت: نعم، فخرتْ مغشياً عليها، فما أفاقت إلا وعليها حُمى بنافضٍ، فطرحتُ عليها ثيابها، فغطيتُها؛ فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما شأن هذه؟ " قلت: يا رسول الله، أخذتها الحمى بنافضٍ، قال "فلعل في حديث تُحُدِّثَ به؟ قالت: نعم، فقعدت عائشةُ فقالت: والله لئن حلفت لا تصدقوني، ولئن قلت لا تعذروني، مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} قالت: فانصرفن ولم يقل لي شيئاً، فأنزل الله عُذرها، قالت: بحمد الله، لا بحمد أحد، ولا بحمدك.
٢٧٥٧ - * روى الطبراني عن هشام بن عروة قال الذي تولى كبره عبد الله بن أُبيِّ بن سلول ومسطح بن أثاثة وحسان وحمنةُ بنت جحشٍ وكان كبرُ ذلك من قبل عبد الله بن أبي بن سلول.
وعن قتادة في قوله {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} كذبتم وقلتم هذا كذبٌ بينٌ ولعمري أن تكذب على أخيك بالشر إذ سمعته خيرٌ لك وأسلم من أن تُذيعه وتفشيه وتُصدق به.
٢٧٥٨ - * (١) روى الطبراني عن ابن جريج في قوله {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ
٢٧٥٦ - البخاري (٧/ ٤٣٥) ٦٤ - كتاب المغازي، ٣٤ - باب حديث لإفك. (بنافض) برعدة شديدة كأنها نفضتها أي حركتها. ٢٧٥٧ - مجمع الزوائد (٧/ ٧٧) وقال الهيثمي: رواه الطبراني عنه وعن مجاهد وإسنادهما جيد، وكذا الآخر. ٢٧٥٨ - مجمع الزوائد (٧/ ٧٨) وقال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده جيد.