أقول: للقمر حالات، وأحياناً ينير الليل وأحياناً لا يؤثر في إنارته، فالاستعاذة في الأصل من الليل إذا ظهر لما يمكن أن يحويه من خطر، فكثيراً ما يستغل الليل للمفاجآت العسكرية وغيرها، وفي الليل لا يبصر الإنسان كثيراً من الأشياء التي يمكن أن تسبب له ضرراً، والقمر عند إظلامه لا يكون له تأثير في رفع الضرر أو تلافي الخطر ولذلك أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن هذه الحالة مما تدخل في الاستعاذة لتنبيه الأمة الإسلامية على أن غسوق القمر أي إظلامه مما ينبغي أن يكون محل استعاذة لتحذر هذه الأمة، ويحذر أبناؤها من الأيام التي يطلع فيها القمر غاسقاً أي مظلماً غير مؤثرٍ في الإنارة.
٢٩٣٥ - * روى ابن خزيمة عن عُقبة بن عامر، قال: كنتُ أقودُ برسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته في السفر، فقال:"يا عقبةُ ألا أُعلمُك خير سورتين قُرئتا؟ " قلت: بلى. قال:"قُلْ أعوذُ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس". فلما نزل صلى بهما صلاة الغداة، قال:"كيف رأيت يا عقبةُ"(١).
٢٩٣٥ - ابن خزيمة (١/ ٢٦٨) ١١٥ - باب قراءة المعوذتين في الصلاة.