٣ - ويأتي الذكر في النصوص ويراد به أحياناً التطبيق الشامل لكتاب الله وسنة رسوله ويراد به أحياناً العلم، فالعلم بالكتاب والسنة ذكر والتعليم ذكر والالتزام بالأمر وترك النهي ذكر وهذا أوسع ما ترد فيه كلمة الذكر، ثم يأتي الذكر بمعنى أقل عموماً فيدخل فيه القرآن والعبادات التي فيها ذكر مباشر لله عز وجل، ويأتي الذكر بمعنى أخص من هذا وهو الذكر اللساني المباشر لله عز وجل وهذا هو مضمون هذا الكتاب، ويأتي الذكر ويراد به التذكر، وإذن فليس كل ذكر ورد في الكتاب والسنة ذكر في هذا الجزء.
٤ - ونلاحظ في هذا الكتاب أن بعض النصوص وضعت الذكر في مقام أرقى من بعض الأعمال كالجهاد مثلاً وعلينا أن ننبه في هذا الموضوع وغيره إلى ما يلي:
أ- أن الذكر في حق بعض الناس قد يكون أرقى من عمل آخر في حقهم، بينما يكون العمل الآخر في حق آخرين أرقى وذلك كأن يكون إنسان يفترض عليه عيناً أن يجاهد بينما الذكر في حقه مندوب فمثل هذا لا شك أن الجهاد في حقه أرقى.
ب- قد يكون الذكر في حق بعض الناس هو حق الوقت بينما هو في حق غيرهم ليس كذلك، فمن كان الذكر عندهم هو حق الوقت فهؤلاء الذكر في حقهم هو الأرقى.
ج- قد يكون الذكر في حق بعض الناس شرطاً للوصول إلى الإخلاص أو للتحرر من أمراض وبالتالي فلم يعد الذكر في حق هؤلاء من باب النوافل بل هو من باب الفرائض الكبرى لأنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وبالتالي عندما يكون جهاد الإنسان غير مقبول بسبب أمراضه القلبية. فالذكر في حقه هو الأفضل لأنه وسيلة العمل المقبول. فإذا كان الجهاد في حقه فريضة فعليه في هذه الحالة فريضتان: فريضة الذكر الموصل إلى سلامة القلب وفريضة الجهاد.
وهذا نموذج على ما ينبغي أن تفهم فيه بعض النصوص، وعلى كل الأحوال فإن علينا أن نعرف أن الأحاديث التي تحض على الذكر مفضلة إياه على غيره هدفها تربية المسلم على العمل وأن يرافق الذكر العمل فلا يعرض عن الذكر في العمل ولا يعطل العمل المطلوب.
٥ - وعلينا أن ننتبه كثيراً في موضوع الأذكار والدعاء إلى قضيتين: القضية الأولى ما في