للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويحمدونك ويسألونك" وفي حديث أنس عند البزار "ويعظمون آلاءك ويتلون كتابك ويصلون على نبيك ويسألونك لآخرتهم ودنياهم" ويؤخذ من مجموع هذه الطرق المراد بمجالس الذكر وأنها التي تشتمل على ذكر الله بأنواع الذكر الواردة من تسبيح وتكبير وغيرهما وعلى تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى وعلى الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، وفي دخول قراءة الحديث النبوي ومدارسة العلم الشرعي ومذاكرته والاجتماع على صلاة النافلة في هذه المجالس نظر، والأشبه اختصاص ذلك بمجالس التسبيح والتكبير ونحوهما والتلاوة حسب، وإن كانت قراءة الحديث ومدارسة العلم والمناظرة فيه من جملة ما يدخل تحت مسمى ذكر الله تعالى.

٢٩٣٧ - * روى الطبراني عن معاذ بن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله جل ذكره: لا يذكرني عبد في نفسه إلا ذكرته في ملأ من ملائكتي ولا يذكرني في ملأ إلا ذكرته في الرفيق الأعلى".

٢٩٣٨ - * روى مسلم عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: "خرج معاوية على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: الله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: الله ما أجلسنا غيره، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثاً مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من


٢٩٣٧ - الطبراني (الكبير) (٢٠/ ١٨٢).
مجمع الزوائد (١٠/ ٧٨) وقال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن.
(الرفيق الأعلى): قال ابن الأثير: الرفيق جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين وهو اسم جاء على فعيل ومعناه الجماعة كالصديق والخليط يقع على الواحد والجمع.
وقيل معنى ألحقني بالرفيق الأعلى: أي بالله تعالى يقال الله رفيق بعباده من الرفق والرأفة. قال محقق النهاية: قال الهروي: غلط الأزهري قائل هذا واختار المعنى الأول (٢/ ٢٤٦).
٢٩٣٨ - مسلم (٤/ ٢٠٧٥) ٤٨ - كتاب الذكر والدعاء والاستغفار والتوبة، ١١ - باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر.
الترمذي (٥/ ٤٦٠) ٤٩ - كتاب الدعاء، ٧ - باب ما جاء في القوم يجلسون فيذكرون الله عز وجل ما لهم من الفضل.
النسائي (٨/ ٢٤٩) ٤٩ - كتاب آداب القضاة، ٣٧ - كيف يستحلف الحاكم.
(حلقة) الحلقة بسكون اللام: الشيء المستدير، كحلقة الخاتم ونحوها، والمراد به الجماعة من الناس يكونون كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>