للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي أخرى (١) له قال: "ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول، فيقول: "أنا الملك أنا الملك، من ذا الذي يدعوني" .. الحديث، إلى آخره-: وقال: "حتى يضيء الفجر".

وفي أخرى (٢) له نحوه، وفي آخره: "ثم يقول: من يقرض غير عديم ولا ظلوم". وفي أخرى (٣) نحوه، وفيه: "ثم يبسط يديه تبارك وتعالى، ويقول: من يقرض .. وذكر الحديث".

قال الحافظ في الفتح (٣/ ٣٠): وقد اختلف في معنى النزول على أقوال:

- فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته، وهم المشبهة، تعالى الله عن قولهم.

- ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة، وهم الخوارج والمعتزلة وهو مكابرة، والعجب أنهم أولوا ما في القرآن من نحو ذلك. وأنكروا ما في الحديث. إما جهلاً وإما عناداً.

- ومنهم من أجراه على ما ورد، مؤمناً به على طريق الإجمال منزهاً الله تعالى عن الكيفية والتشبيه، وهم جمهور السلف. ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم.

- ومنهم من أوله على وجه يليق، مستعمل في كلام العرب.

- ومنهم من أفرط في التأويل حتى كاد أن يخرج إلى نوع من التحريف.

- ومنهم من فصل بين ما يكون تأويله قريباً مستعملاً في كلام العرب، وبين ما يكون بعيداً مهجوراً، فأول في بعض وفوض في بعض. وهو منقول عن مالك، وجزم به من المتأخرين ابن دقيق العيد.


(١) مسلم (١/ ٥٢٢) الموضع السابق.
(٢) مسلم (١/ ٥٢٢) الموضع السابق.
(٣) مسلم (١/ ٥٢٢) الموضع السابق.
(عديم) العديم: الذي لا شيء عنده، فعيل بمعنى فاعل.
(ظلوم) الظلوم: الظالم.

<<  <  ج: ص:  >  >>