للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رُويداً رُويداً، لا بأس عليكم، حتى إذا تعالت الشمسُ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان منكم يركع ركعتي الفجر [أي سنة الفجر] فليركعْهُما، فقام من كان يركعهما ومن لم يكن يركعهما فركعهما، ثم أمر [رسول الله صلى الله عليه وسلم] أن يُنادي بالصلاة، فنُودي لها، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا، فلما انصرف قال: ألا إنا نحمدُ الله أنَّا لم نكنْ في شيء من أمور الدنيا يشغلُنا عن صلاتنا، ولكنْ أرواحُنا كانت بيد الله تعالى، فأرسلها أنَّى شاء، فمن أدرَكَ منكم صلاة الغداةِ من غدٍ صالحاً فلْيَقْضِ معها مثلها".

وفي رواية (١) لأبي داود داود والترمذي والنسائي قال: "ذكرُوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم نومَهم عن الصلاة، فقال: أما إنَّه ليس في النوم تفريطٌ، إنما التفريطُ على من لم يُصلِّ حتى يدْخُل وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليصلِّها حين ينتبهُ لها". وقال الترمذي والنسائي: "إنما التفريط في اليقظة فإذا نسيَ أحدُكم صلاة أو نامَ عنها، فليصلِّها إذا ذكرها".

قال الحافظ في "الفتح": قال الخطابي: لا أعلم أحداً قال بظاهره وجوباً، ويشبه أن يكون الأمر فيه للاستحباب ليحوز فضيلة الوقت في القضاء. قال الحافظ: ولم يقل أحد من السلف باستحباب ذلك أيضاً، بل عدوا الحديث غلطاً من راويه، وحكى ذلك الترمذي وغيره عن البخاري.

٣١٠ - * روى أحمد عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ فعَرَّس من الليل فلم يستيقظْ إلا بالشمس قال: فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً فأذَّنَ فصلى ركعتين. قال: فقالَ


(١) أبو داود (١/ ١٢١) كتاب الصلاة، ١٠ - باب من نام عن الصلاة أو نسيها.
الترمذي (١/ ٣٣٤) أبواب الصلاة، ١٣٠ - باب ما جاء في النوم عن الصلاة.
النسائي (١/ ٢٩٤) ٦ - كتاب المواقيت، ٥٣ - فيمن نام عن الصلاة.
(رُويداً): بمعنى التأني والتمهُّل في الأمور. يقال: سيروا رويداً: أي: على مهل، فيكون نصباً على الحال، ويقال: ساروا سيراً رويداً، فيكون نصباً لأنه صفة المصدر.
(تعالت) الشمس: إذا على وارتفعت قال الخطابي: وروي: (تقالَّتْ) يريد استقلالها في السماء وارتفاعها.
٣١٠ - أحمد (١/ ٢٥٩).
مجمع الزوائد (١/ ٣٢١) كتاب: الصلاة، باب فيمن نام عن صلاة أو نسيها.
كشف الأستار عن زوائد البزار (١/ ٢٠١) كتاب الصلاة، باب فيمن نام عن صلاة أو نسيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>