للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخرج البخاري (١) ومسلم (٢) رواية ابن أبي ليلى، وفيها: قال سفيان: إحداهن، "أربع وثلاثون".

وفي رواية ابن سيري (٣): "التسبيح أربع وثلاثون" وقال علي: فما تركته منذ سمعته من رسول الله صلى اله عليه وسلم، قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين".

وفي أخرى (٤) لهما عن ابن أبي ليلى عن علي "أن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً؟ وأنه قال: "ألا أخبرك بما هو خير لك منه؟ تسبحين الله ثلاثاً وثلاثين، وتحمدين الله ثلاثاً وثلاثين، وتكبرين الله أربعاً وثلاثين".

وفي رواية (٥) الترمذي عن علي، قال: "شكت إلي فاطمة مجل يديها من الطحن، فقلت لها: لو أتيت أباك، فسألتيه خادماً؟ فقال: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما؟: إذا أخذتما مضجعكما، تقولان ثلاثاً وثلاثين، وثلاثاً وثلاثين، وأربعاً وثلاثين، من تحميد وتسبيح وتكبير".

قال الحافظ في الفتح: وفي الحديث منقبة ظاهرة لعلي وفاطمة عليهما السلام، وفيه بيان إظهار غاية التعطف والشفقة على البنت والصهر، ونهاية الاتحاد برفع الحشمة والحجاب، حيث لم يزعجهما عن مكانهما، فتركهما على حالة اضطجاعهما، وبالغ حتى أدخل رجله بينهما، ومكث بينهما حتى علمهما ما هو الأولى بحالهما من الذكر عوضاً عما طلبا من الخادم، فهو من باب تلقي المخاطب بغير ما يطلب إيذاناً بأن الأهم من المطلوب هو التزود للمعاد، والصبر على مشاق الدنيا، والتجافي عن دار الغرور، قال: وفيه أن من واظب على هذا الذكر عند النوم لم يصبه إعياء، لأن فاطمة شكت التعب من العمل، فأحالها صلى


(١) البخاري (٩/ ٥٠٦) ٦٩ - كتاب النفقات، ٧ - باب خادم المرأة.
(٢) مسلم (٤/ ٢٠٩١، ٢٠٩٢) ٤٨ - كتاب الذكر والدعاء والتوبة ١٩ - باب التسبيح أول النهار ... إلخ.
(٣) البخاري (١١/ ١١٩) ٨٠ - كتاب الدعوات، ١١ - باب التكبير والتسبيح عند المنام.
(٤) البخاري (٩/ ٥٠٦) ٦٩ - كتاب النفقات، ٧ - باب خادم المرأة.
مسلم (٤/ ٢٠٩٢) الموضع السابق.
(٥) الترمذي (٥/ ٤٧٧) ٤٩ - كتاب الدعوات، ٢٤ - باب ما جاء في التسبيح والتكبير والتحميد عند المنام، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>