صلى الله عليه وسلم يقول:"تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتغل فيه الشياطين، فينادي مناد كل ليلة: يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر".
وفي رواية (١) قال: "كنت في بيت عتبة بن فرقد، فأردت أن أتحدث بحديث، وكان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالحديث، فحدث الرجل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في رمضان ... وذكر الحديث" وفيه: "يصفد فيه كل شيطان مريد، وينادي مناد، يا طالب الخير هلم، ويا طالب الشر أمسك".
قال التوربشتي: الفتح: كناية عن تنزيل الرحمة وإزالة الغلق عن مصاعد أعمال العباد تارة ببذل التوفيق وأخرى بحسن القبول.
والغلق: كناية عن تنزه أنفس الصوام عن رجس الفواحش والتملص من البواعث على المعاصي بقمع الشهوات اهـ.
وقال الطيبي فائدة فتح أبواب السماء: توقيف الملائكة على استحماد فعل الصائمين، وأنه من الله بمنزلة عظيمة، ويؤيده حديث عمر "إن الجنة لتزخرف لرمضان .. ".
"وسلسلت الشياطين": قيدت بالسلاسل حقيقة، والمراد مسترقو السمع فزيدوا التسلسل مبالغة في الحفظ، أو هو مجاز على العموم. والمراد أنهم لا يصلون من إفساد المسلمين إلى ما يصلون غليه في غيره لاشتغالهم فيه بالصوم الذي فيه قمع الشياطين، وإن وقع شيء من ذلك فهو قليل بالنسبة إلى غيره، وهذا أمر محسوس (شرقاوي: ٢/ ١٤٧).
يبين صلى الله عليه وسلم أن أوقات رمضان خير كلها! يغمر الصائم فيه بفضل الله تعالى، وإحاطته بدعاء الأبرار، وإزالة الأشرار عنه والإغواء والمردة الفسقة المضلين. اهـ. انظر الصيام وأحكامه: الشيخ وهبي الغاوجي (ص ١٢).
وقال العيني في (شرح البخاري ١٠/ ٢٧٠) قوله صلى الله عليه وسلم: "غلقت أبواب جهنم" لن الصوم جنة فتغلق أبوابها بما قطع عنهم من المعاصي وترك الأعمال السيئة المستوجبة للنار، ولقلة ما يؤاخذ الله تعالى العباد بأعمالهم السيئة ليستنقذهم منها ببركة الشهر، ويهب المسيء