للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فقد أفطر الصائم) أي أنه صار في حكم المفطر وإن لم يأكل ولم يشرب، وقيل: معناه: أنه دخل وقت الفطر، وجاز له أن يفطر، كما قيل: أصبح الرجل: إذا دخل في وقت الصبح، وكذلك أمسى وأظهر.

قال ابن خزيمة: هذه اللفظة "فقد أفطر الصائم"، لفظ خبر ومعناه معنى الأمر، أي: فليفطر الصائم إذ قد حل له الإفطار.

٣٧٢٠ - * روى مسلم عن عبد الله بن أبي أوفى (رضي الله عنه) قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر في شهر رمضان، فلما غابت الشمس قال: يا فلان، انزل فاجدح لنا، قال: يا رسول الله، إن عليك نهاراً، قال: انزل فاجدح لنا، قال: فنزل فجدح، فأتي به، فشرب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال بيديه: إذا غابت الشمس من هاهنا، وجاء الليل من هاهنا، فقد أفطر الصائم".

وفي رواية (١) قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فلما غابت الشمس قال لرجل: انزل فاجدح لنا، فقال: يا رسول الله لو أمسيت، فقال: انزل فاجدح لنا، فقال: إن علينا نهاراً، فنزل فجدح له، فشرب، ثم قال: إذا رأيتم الليل قد اقبل من هاهنا- وأشار بيده نحو المشرق- فقد أفطر الصائم".

وعند البخاري (٢) قال: "كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فصام، حتى أمسى قال للرجل: انزل فاجدح لي، قال: لو انتظرت حتى تمسي، قال: انزل فاجدح لي، إذا رأيت الليل أقبل من هاهنا، فقد أفطر الصائم".

٣٧٢١ - * روى مالك عن حميد بن عبد الرحمن "أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان كانا يصليان المغرب حين ينظران إلى الليل الأسود، قبل أن يفطرا، ثم يفطران بعد الصلاة، وذلك في رمضان".


٣٧٢٠ - مسلم: نفس الموضع السابق.
(١) مسلم: نفس الموضع السابق ص ٧٧٣.
(٢) البخاري (٤/ ١٩٨، ١٩٩)، ٣٠ - كتاب الصوم، ٤٥ - باب تعجيل الإفطار.
(فاجدح) جدحت السويق: أي لتته، والمجدح: خشبة طرفها ذو جوانب يخلط بها.
٣٧٢١ - الموطأ (١/ ٢٨٩) ١٨ - كتاب الصيام، ٣ - باب ما جاء في تعجيل الفطر، وهو حديث حسن وله شواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>