وقد واطأ كل من النسائي ومالك والترمذي بعض روايات البخاري ومسلم. (حدثان الشيء): أوله، والمراد به: قرب عهدهم بالجاهلية، وأن الإسلام لم يتمكن بعد، فكأنهم كانوا ينفرون لو هدمت الكعبة وغيرت هيئتها. (الجدر): أصل الحائط، وأراد به هاهنا: الحجر، لما فيه من أصول الحيطان. (أن يجرئهم): من رواه بالجيم والياء المعجمة بنقطتين من تحت، فهو الجرأة، وهي الإقدام على الشيء؛ أراد: أن يزيد في جرأتهم عليهم ومطالبتهم واستحلالهم بحرق الكعبة، ومن رواه بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة من تحت، أراد: أن يزيد في غضبهم، يقال: حرب الرجل، إذا غضبن وحربته أنا: إذا حرشته وسلطته وعرفته بما يغضب منه. (فرق) ضم الفاء وكسر الراء، أي: كشف، وبين لي، قال الله تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ} أي: بيناه، وهذا نقل من الجمع المصحح بخط الشيخ ابن الصلاح رحمه الله: فرق لي رأي فيها: اتجه وعن لي ووضح عندي، ومنه فرق الأمر: إذا بان. (تعززاً) التعزز: من العزة، وهي القوة، أراد: تكبراً على الناس، وقد جاء في بعض نسخ مسلم "تعزراً" بالزاي والراء بعدها- من التعزيز: التوقير، فإما أن يريد توقير البيت وتعظيمه، أو تعظيم أنفسهم وتكبرهم على الناس بذلك. (وهي) البناء: تهدم، ووهى السقاء: إذا تخرق. (نكت) في الأرض بإصبعه أو بقضيب: إذا أثر فيها بأحدهما ضرباً. (تركته وما تحمل) يعني: أدعه وما اكتسب من الإثم الذي تحمله في نقض الكعبة وتجديد بنائها. (تلطيخ ابن الزبير): أراد اختلاف فعاله، وما اعتمده من هدم الكعبة. (الجدر): جمع جدار، وهي الحائط. ٣٩٩١ - مجمع الزوائد (٣/ ٢٩٠، ٢٩١) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.