للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٨٧ - * روى الشيخان عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يتركون المدينة على خير ما كانت، لا يغشاها إلا العوافي- يريد عوافي السباع والطير- فآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة، ينعقان بغنمهما، فيجدانها ملئت وحوشاً، حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرَّا على وجوههما".

وفي رواية (١) "ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي- يعني السباع والطير".

وفي رواية الموطأ (٢): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لتتركن المدينة على أحسن ما كانت، حتى يدخل الكلب أو الذئب، فيغذي على بعض سواري المسجد، أو على المنبر، فقالوا: يا رسول الله، فلمن تكون الثمار ذلك الزمان؟ فقال: للعوافي: الطير والسباع".

أقول: الظاهر أن هذا كائن قبيل قيام الساعة، وأن الساعة تقوم على إثر ذلك وقد نقل ابن حجر عن النووي أن هذا الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة ورجحه.

انظر (فتح الباري ٤/ ٩٠).


٤٠٨٧ - البخاري (٤/ ٨٩، ٩٠) ٢٩ - كتاب فضائل المدينة، ٥ - باب من رغب عن المدينة.
مسلم (٢/ ١٠١٠) ١٥ - كتاب الحج، ٩١ - باب في المدينة حين يتركها أهلها.
(١) مسلم: (٢/ ١٠٠٩) نفس الموضع السابق.
(٢) الموطأ (٢/ ٨٨٨) ٤٥ - كتاب الجامع، ٢ - باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها.
(العوافي): جمع عافية، والعافية: كل طالب، سواء كان من السباع أو الطير أو الدواب، أو الناس إلا أنه قد كثر استعماله، وغلب على السباع والطير.
(نعق) الراعي بالغنم: إذا دعاها لتعود إليه.
(مذللة) بلدة مذللة، وأرض مذللة، وناقة مذللة، أي: متمكن منها غير محمية ولا ممتنعة، والمراد: أن المدينة تكون يومئذ مخلاة تنتابها السباع والوحوش لخلوها من الساكنين، وقيل: أراد مذللة قطوفها، يعني دانية، ممكناً منها، أي على أحسن أحوالها.
(غدى) الكلب ببوله تغذية: إذا رماه متقطعاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>