للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن عباس: ولم يمنعه أن يأمرهم أنْ يرمُلُوا الأشواط كُلَّها: إلا الإبقاءُ عليهم.

وفي رواية (١): قال البخاري: وزاد حمادُ بنُ سلمة عن أيوب عن سعيد ابن جُبيرٍ عن ابن عباس قال: "لما قَدِمَ النبي صلى الله عليه وسلم لعامِه الذي استأمن فيه، قال: ارمُلُوا، ليُري المشركين قوَّتَهُم، والمشركون من قِبَلِ قُعَيْقِعَان".

وفي رواية (٢) مختصراً: قال ابن عباسٍ: "إنما سعى رسول الله صلى الله علي وسلم بالبيت وبين الصفا والمروة ليُريَ المشركين قُوَّتَهُ".

وفي رواية لأبي داود (٣) "إنَّ هؤلاء أجْلَدُ مِنَّا".

وفي أخرى (٤) "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اضْطبعَ، فاستلم وكبَّر، ثم رمَلَ ثلاثة أطوافٍ، فكانوا إذا بلغوا الرُّكْنَ اليمانيَّ، وتغيبوا عن قريش، مشوا، ثم يطلعُون عليهم يرملون، فتقول قريشٌ: كأنهم الغِزْلانُ. قال ابن عباس: فكانت سُنَّةً".

٤٣٥٠ - * روى أحمد عن ابن عباسٍ: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مرَّ الظهران في عمرتِهِ


(١) البخاري (٧/ ٥٠٨، ٥٠٩) ٦٤ - كتاب المغازي، ٤٣ - باب عمرة القضاء.
(٢) مسلم: نفس الموضع السابق.
(٣) أبو داود (٢/ ١٧٨) كتاب المناسك، باب في الرمل.
(٤) أبو داود: نفس الموضع السابق ص ١٧٩.
(وهنتهُمْ): أي أضعفتهم ووعكتهم.
(أن يرمُلوا) الرملُ: سُرعة المشي والهرولة.
(أشواط): جمع شوط. والمراد به: المرة الواحدة من الطواف بالبيت.
(جلدهم) الجلدْ: القوة والصبر.
(أطواف) جمع طوْف والطوْفُ: مصدر طُفْتُ بالبيت أطوفُ به طوفاً وطوافاً.
(استأمن) الرجل: طلب الأمان.
(اضطبع) الاضطباعُ المأمور به في الطواف: هو أن تُدخل الرداء من تحت إبطك الأيمن وتجمع طرفيه على عاتقك الأيسر فيبدو منكبُك الأيمن ويتغطى الأيسر. وسُمِّيَ بذلك: لإبداء الضبعين، وهما العضُدان ما تحت الإبط.
"إلا الإبقاء عليهم" بكسر الهمزة، وبالباء الموحدة والمد: أي الرفق بهم. يقال: أبقيت عليه إبقاءاً: إذا رحمته، وأشفقت عليه والاسم: البقيا: نهاية. [م].
(قعيقعان) على وزن: زعيفران: جبل بمكة، وجهه إلى أبي قبيس.
٤٣٥٠ - أحمد (١/ ٣٥٠). =

<<  <  ج: ص:  >  >>