للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يوماً آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تنفعنا ولا تضرُّك، قال: نعم، قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المنفقُ على الخيلِ كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها" ثم مر بنا يوماً آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تنفعنا ولا تضرُّك، قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الرجل خريمٌ الأسدي، لولا طولُ جُمته، وإسبالُ إزاره" فبلغ ذلك خُريماً فعجل وأخذ شفرةً، فقطع بها جُمته إلى أذنيه، ورفع إزارهُ إلى أنصاف ساقيه. ثم مر بنا يوماً آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمةً تنفعُنا ولا تضرُّك، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنكُم قادمون على إخوانكم، فأصلِحُوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم، حتى تكونوا كأنكم شامةٌ في الناس، فإن الله لا يحب الفُحش ولا التفَحُّش".

٤٨١٧ - * روى أحمد عن أنس، قال إن النبي صلى الله عليه وسلم عرض ذلك السيف حتى قال: "من يأخذُ هذا السيف بحقه؟ " فأحجم الناسُ عنه. فقال أبو دُجانة: وما حقُّه يا رسول الله؟ قال: "تُقاتِلُ به في سبيل الله حتى يفتح الله عليك أو تقتل". فأخذه بذلك الشرط. فلما كان قبل الهزيمة يوم أحد خرج بسيفه مصلتاً وهو يتبختر، ما عليه إلا قميص وعمامة حمراء قد عصب بها رأسه، وإنه ليرتجزُ ويقول:

إني امرؤٌ عاهدني خليلي ... إذ نحنُ بالسفح لدى النخيل

أن لا أقيم الدهرَ في الكبول ... أضربُ بسيف الله والرسول

قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها لمشيةٌ يبغضها الله ورسوله إلا في مثل هذا الموطن" (١).


= (جُمتهُ) الجمة: مجتمع شعر الرأس
(إسبال إزاره) إسبال الإزار: إرخاؤه على القدم لينال الأرض، وهو من زي المتكبرين.
(شامة) الشامة في الجسد: معروفة، أراد: كونوا بين الناس أحسنهم زياً وهيئةً، حتى ينظروا إليكم فتظهروا لهم، كما يُنظر إلى الشامة وتظهر المرائين، دون باقي الجسد من الإنسان.
(الفحش) الرديء من القول القبيح.
(والتفحشُ) التفعُّل منه.
٤٨١٧ - أحمد (٣/ ١٢٣).
مسلم (٤/ ١٩١٧) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة، ٢٥ - باب من فضائل أبي دجانة، سماك بن خرشة، رضي الله تعالى عنه.
الطبراني- الكبير- (٧/ ١٠٣)، مجمع الزوائد (٦/ ١٠٩) وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.
الذهبي في سير أعلام النبلاء (١/ ٢٢٤ - ٢٤٥)، والحديث بتمامه عند ابن هشام في سيرته (٢/ ٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>