رأسه، وقام أبناء الملوك حوله سماطين، عليهم أساور الذهب والقرطة والديباج. قال: فأذن للمغيرة، فأخذ بضبعيْه رجلان، ومعه رمحه وسيفه، فجعل يطعن برمحه في بسطهم ليتطيروا". وفي رواية الطبري قال المغيرة "فمضيت ونكست رأسي، فدفعت، فقلت لهم: إن الرسول لا يفعل به هذا".
الخطابُ في "أشهدك" للمغيرة، وكان على ميسرة النعمان، أي: أحضرك الله مثل تيك المغازي، أو هذه المقاتلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم "ولم يندمك" من الإندام. يقال: أندمه الله فندم.
"ولم يخزك" من الإخزاء. يقال: خزي - بالكسر-إذا ذل وهان، وكأنه إشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس "غير خازيا ولا ندامى".
- عند قوله (وتحضر الصلاة) قال محقق الجامع:
وزاد الطبري في رواية (٤/ ١١٩): "ويطيب القتال، فما منعني إلا ذلك، اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عز الإسلام، وذل يذل به الكفار، ثم اقبضني إليك بعد ذلك على الشهادة".
وقال الحافظ في الفتح: قد بين مبارك بن فضالة في روايته عن زياد بن جبير ارتباط كلام النعمان بما قبله، وبسياقه يتبين أنه ليس قصة مستأنفة. وحاصله أن المغيرة أنكر على النعمان تأخيره القتال، فاعتذر النعمان بما قاله. ولفظ مبارك ملخصاً "أنهم أرسلوا إليهم: إما أن تعبروا إلينا النهر، أو نعبر إليكم. قال النعمان: اعبروا إليهم. قال: فتلاقوا. وقد قرن بعضهم بعضاً، وألقوا حسك الحديد خلفهم لئلا يفروا. قال: فرأى المغيرة كثرتهم. قال: لم أرى كاليوم مثلاً: إن عدونا يُتْرَكُون يتأهبون. وأما والله لو كان الأمر إلي لقد أعجلتهم" وفي رواية ابن أبي شيبة "فصاففناهم فزاحفونا حتى أسرعوا فينا. فقال المغيرة للنعمان: إنه قد أسرع في الناس. فلو حملت؟ فقال النعمان: إنك لذو مناقب، وقد شهدت مع رسول الله صلى الله لعيه وسلم مثلها" وفي رواية الطبري "قد كان الله أشهدك أمثالها، والله ما منعني أن أناجزهم إلا شيء شهدته من رسول الله صلى الله عليه وسلم". اهـ.