للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى نُقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس ليهم حاجةٌ تُركوا".

وفي رواية الترمذي (١) "أنه سُئل عن قوله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك؟ فأخبرنا أن أرواحهم في طيرٍ خضرٍ، تسرح في الجنة حيث شاءت، وتأوي إلى قناديل معلقةٍ بالعرش، فاطلع ربك اطلاعةً، فقال: هل تستزيدون شيئاً، فأزيدكم؟ قالوا: ربنا، وما نستزيد ونحن في الجنة نسرح حيث شئنا؟! ثم اطلع إليهم الثانية، فقال: هل تستزيدون شيئاً، فأزيدكم؟ فلما رأوا أنهم لا يتركون، قالوا: تعيدُ أرواحنا في أجسادنا حتى نرجع إلى لدنيا فنُقتل في سبيلك مرة أخرى".

وللترمذي في رواية أخرى (٢) - مثله - وزاد "وتقريء نبينا السلام، وتخبره أن قد رضينا، ورُضي عنا".

٤٩١٣ - * روى الترمذي عن كعب بن مالك (رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أرواح الشهداء في حواصل طيرٍ خُضرٍ، تعلقُ من ثمر الجنة، أو شجر الجنة".

٤٩١٤ - * روى أحمد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قُبةٍ خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرةً وعشياً".

أقول: الظاهر أن هناك نوعاً من الشهداء هذا نعيمهم كما وُصف في النص الذي رواه ابن عباس.


(١) الترمذي (٥/ ٣٣١) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٤ - باب "ومن سورة آل عمران".
(٢) الترمذي (٥/ ٣٢٢)، الموضع السابق نفسه.
(سرحت) الماشية: إذا ذهبت للرعي، فاستعاره للطير.
٤٩١٣ - الترمذي (٤/ ١٧٦) ٢٣ - كتاب فضائل الجهاد، ١٣ - باب ما جاء في ثواب الشهداء.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال.
(علقِت) تعلُق: أي أكلت، وذلك في الإبل، إذا أكلت العضاة، فنقل إلى الطير.
٤٩١٤ - أحمد (١/ ٢٦٦).
الطبراني - الكبير- (١٠/ ٤٠٥).
مجمع الزوائد (٥/ ٢٩٨) وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات، وهو حديث جيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>