للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي أخرى (١) له وللنسائي (٢) قال: "لما كان يوم خيبر، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذي القُربى في نبي هاشم وبني المطلب، وترك بني نوفل وبني عبد شمس، فانطلقت أنا وعثمان بن عفان، حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله هؤلاء بنو هاشم لا ننكر فضلهم للموضع الذي وضعك الله به منهم، فما بال إخواننا بني المطلب أعطيتهم وتركتنا، وقرابتنا واحدةٌ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا وبنو المطلب لا نفترقُ في جاهلية ولا إسلامٍ، وإنما نحنُ وهم شيء واحدٌ، وشبك بين أصابعه.

٥٠٦٠ - * روى أبو داود عن عبد الرحمن بن ليلى (رحمه الله) قال: "سمعتُ علياً يقول: ولاني رسول الله صلى الله عليه وسلم على خُمس الخمس، فوضعته مواضعه حياته وحياة أبي بكر، وحياة عمر، فأتى عمر بمال آخر حياته، فداعاني، فقال: خُذه، فقلت: لا أريده، فقال: خذه، فأنتم أحق به، قلت: قد استغنينا عنه، فجعله في بيت المال".

وفي رواية (٣) قال: "اجتمعتُ أنا والعباسُ وفاطمة وزيدٌ بن حارثة عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن رأيت أن توليني حقنا من هذا الخمس في كتاب الله، فأقسمه في حياتك كيلا ينازعني أحدٌ بعدك فافعلْ. قال: ففعل ذلك قال فقسمته حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ولانيه أبوب كر، حتى إذا كانت آخر سنةٍ من سني عمر، فإنه أتاه مالٌ كثيرٌ، فعزل حقنا، ثم أرسل إلىَّ فقلت: بنا عنه العام غني، وبالمسلمين إليه حاجةٌ، فاردده عليهم فرده عليهم، ثم لم يدعني إليه أحدٌ بعد عمر فلقيت العباس بعد ما خرجت من عند عمر فأخبرته. فقال: لقد حرمتنا الغداة شيئاً لا يُرد علينا أبداً، وكان رجلاً داهيا".

قال الخطابي: الرواية "إنما بنو هاشمٍ وبنو عبد المطلب شيءٌ واحد" بشين معجمة،


(١) أبو داود (٣/ ١٤٦) نفس الموضع السابق.
(٢) النسائي (٧/ ١٣٠) كتاب قسم الفيء، بنحو روايات أبي داود والبخاري من طرق عدة بتغيير ألفاظها، واتفاق المعنى.
٥٠٦٠ - أبو داود (٣/ ١٤٦) كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب ف يبيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى.
(٣) أبو داود (٣/ ١٤٧) نفس الموضع السابق. وهو حسن.
(داهيا) الداهي من الرجال: الفطنُ الجيدُ الرأي.

<<  <  ج: ص:  >  >>