للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالعشاء، فخرج عمر، فقال: الصلاة يا رسول الله، رقد النساء والصبيان، فخرج ورأسه يقطرُ، يقول: "لولا أن أشق على أمتي - أو على الناس"، وقال سفيان مرة: "على الناس - لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة". كذا في حديث ابن عُيينة. وفي رواية (١)، قال: أخر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة، وذكر فيه: فخرج، وهو مسحُ الماء عن شِقه، يقول: "إنه للوقتُ، لولا أن أشق على أمتي".

وعند البخاري (٢) من حديث عبد الرزاق عن ابن جريج، قال: حدثني نافع عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم شُغِلَ عنها للةً، فأخرها حتى رقدنا في المسجد، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "ليس أحدٌ من أهل الأرض ينتظر الصلاة غيركم"، وكان ابن عمر لا يبالي: أقدمها، أم أخرها، إذا كان لا يخشى أن يغلبه النوم عن وقتها، وقلما كان يرقُد قبلها.

قال ابن جريج (٣): قلت لعطاءٍ، فقال سمعت ابن عباس يقول: أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً بالعشاء، حتى رقد الناسُ، واستيقظوا، ورقدوا، واستيقظوا، فقام عمر، فقال، الصلاة، قال عطاء: قال ابن عباس: فخرج نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم كاني أنظُر إلي الآن يقطُر رأس ماء، واضعاً يده على رأسه، فقال: "لولا أن أشُقَّ على أمتي لأمرتُهم أن يُصلُّوها هكذا"، قال: فاستثبتُّ عطاء: كيف وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على رأسه، كما أنبأه ابن عباس؟ فبدد لي عطاء بين أصابعه شيئاً من تبديد، ثم وضع شيئاً من أطراف أصابعه على قرن الرأس، ثم ضمها يُمرُّها كذلك على الرأس، حتى مستْ إبهامه طرف الأذن مما يلي الوجه على الصُّدغ وناحية اللحية، لا يُقصر ولا يبطُشُ، إلا كذلك.

٧٣٤ - * روى مسلم عن أبي بُردة، عن أبيه. قال: صلينا المغرب مع رسول الله


(١) البخاري: نفس الموضع السابق ص ٢٢٤.
(٢) البخاري (٢/ ٥٠) ٩ - كتاب مواقيت الصلاة، ٢٤ - باب النوم قبل العشاء لمن غُلب.
(٣) البخاري: نفس الموضع السابق ص ٥٠.
٧٣٤ - مسلم (٤/ ١٩٦١) ٤٤ - كتاب فضائل الصاحبة، ٥١ - باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه، وبقاء أصحابه أمان للأمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>