للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣١١ - * روى مالك عن عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم".

١٣١٢ - * روى الشيخان عن زيد بن ثابت قال: احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة بخصفة أو حصير فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها قال فتتبع إليه رجال وجاؤا يصلون بصلاته قال ثم جاؤا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم قال فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم. فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة".

١٣١٣ - * روى الشيخان عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت".

أقول: الأصل في صلاة النافلة أن تكون في البيوت إلا إذا عرف الإنسان من نفسه أنه إذا


١٣١١ - الموطأ (١/ ١٦٨) ٩ - كتاب قصر الصلاة في السفر، ٢٣ - باب العمل في جامع الصلاة. وهو صحيح.
١٣١٢ - البخاري (١٠/ ٥١٧) ٧٨ - كتاب الأدب، ٧٥ - باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله.
مسلم (١/ ٥٣٩، ٥٤٠) ٦ - كتاب صلاة المسافرين، ٢٩ - باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد.
(احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة بخصفة أو حصير) الحجيرة تصغير حجرة، والخصفة أو الحصير بمعنى. ومعنى احتجر حجرة أي حوط موضعاً من المسجد بحصير، ليستره ليصلي فيه، ولا يمر بين يديه مار، ولا يتهوش بغيره، ويتوفر خشوعه وفراغ قلبه.
(فتتبع إليه رجال) وأصل التتبع الطلب. ومعناه، هنا، طلبوا موضعه واجتمعوا إليه.
(وحصبوا الباب) أي رموه بالحصباء، وهي الحصا الصغار، تنبيهاً له.
١٣١٣ - البخاري (١١/ ٢٠٨) ٨٠ - كتاب الدعوات، ٦٦ - باب فضل ذكر الله عز وجل.
مسلم (١/ ٥٣٩) ٦ - كتاب صلاة المسافرين، ٢٩ - باب استحباب صلاة النافلة في بيته، وجوازها في المسجد.
ملحوظة: وقد ذكر الحديث البخاري بلفظ "مثل الذي يذكر" بدون لفظ البيت، فانفراد البخاري باللفظ المذكور دون بقية أصحاب أبي كريب، وأصحاب أبي أسامة يشعر بأنه رواه من حفظه أو تجوز في روايته بالمعنى الذي وقع له، وهو أن الذي يوصف بالحياة والموت حقيقة هو الساكن لا السكن، وإن إطلاق الحي والميت في وصف البيت إنما يراد به ساكن البيت، فشبه الذاكر بالحي الذي ظاهره متزين بنور الحياة، وباطنه بنور المعرفة، وغير الذاكر بالبيت الذي ظاهره عاطل، وباطنه باطل. ا. هـ شرح السنة ص ٥، ص ١٤، ص ١٥ في الهامش (الناشر).

<<  <  ج: ص:  >  >>