للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٠ - * روى أحمد عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المِرَاءُ في القرآن كُفْرٌ".

واختلفوا في تأويله، ف قيل: معنى المراء: الشك، كقوله سبحانه وتعالى: (فلا تكن في مرية) (١) أي: في شكٍّ، وقيل: المراء: هو الجدال المشكك، وذلك أنه إذا جادل فيه، أدّاه إلى أن يرتاب في الآي المتشابهة منه، فيؤديه ذلك إلى الجحود، فسماه كفراً باسم ما يُخشى من عاقبته إلا من عصمه الله.

وتأوَّله بعضهم على المراء في قراءته، وهو أن يُنكرَ بعض القراءات المروية، وقد أنزل الله القرآن على سبعة أحرُفٍ، فتوَّعدهم بالكفر لينتهوا عن المراء فيها، والتكذيب بها، إذ كلُّها قرآنٌ منزلٌ يجب الإيمان به. وكان أبو العالية الرِّياحي إذا قرأ عنده إنسانٌ لم يقل: ليس هو كذا، ولكن يقول: أما أنا فأقرأ هكذا قال: شُعيب بن أبي الحبحاب: فذكرتُ ذلك لإبراهيم، فقال: أرى صاحبك قد سمع أنه من كفر بحرفٍ، فقد كفر بكُلِّه. شرح السنة (١/ ٢٦١ - ٢٦٣).


٩٠ - أحمد (٢/ ٢٨٦).
(١) هود: ١٧.
أبو داود (٤/ ١٩٩) كتاب السنة، ٥ - باب النهي عن الجدال في القرآن.
الحاكم (٢/ ٢٢٣) وصححه، ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>