للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واتخذناها مسجداً، فنادينا فيه بالأذان. قال: والراهب رجل من طيء، فلما سمع الأذان، قال: دعوة حق، ثم استقبل تلعة من تلاعنا فلم نره بعد".

١٣٩٩ - * روى أبو داود عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أمرت بتشييد المساجد".

قال ابن عباس (١): "لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى".

المراد من التشييد: رفع البناء وتطويله ومنه قوله سبحانه (في بروج مشيدة) كذا في (شرح السنة ٢/ ٣٤٩).

قوله عليه الصلاة والسلام: (ما أمرت بتشييد المساجد) لا ينفي جواز تشييدها، وقد بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بناه على أبسط ما يمكن أن يكون البناء، وكان بناء الناس لبيوتهم وقت ذاك بسيطاً فلما تحسن الحال، وتحسن بناء البيوت أصبح الناس يحسنون في بناء المساجد وليس في ذلك من حرج إن شاء الله، ومن الأدلة على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد في أمكنة الطواغيت، ومنه أخذ المسلمون تحويل الكنائس والبيع إلى مساجد إذا كان ذلك جزءاً من الصلح أو غلبوا على ذلك قهراً، فكان مما ورثوه كنائس فخمة حولوها إلى مساجد وصلى بها المسلمون دون نكير، ولم يكن المسجد الأموي ومسجد أيا صوفيا في الأصل إلا من هذا القبيل.

وهذه خلاصة رأي المذاهب الأربعة في نقش المسجد من كتاب الفقه على المذاهب الأربعة (١/ ٢٨٧):

وأما نقش المسجد وتزويقه بغير الذهب والفضة فهو جائز، أما نقشه بهما فهو حرام وهذا


(التلعة): مجرى أعلى الأرض إلى بطون الأودية، وقيل: هو ما ارتفع من الأرض، وما انهبط منها، فهو إذن من الأضداد.
١٣٩٩ - أبو داود (١/ ١٢٢) كتاب الصلاة، ١١ - باب في بناء المساجد، وإسناده صحيح.
(١) البخاري (١/ ٥٣٩) ٨ - كتاب الصلاة، ٦٢ - باب بنيان المسجد.
أبو داود (١/ ١٢٢) كتاب الصلاة، ١١ - باب في بناء المساجد.
(زخرفت) الزخرفة: النقوش وتذهيب الحيطان وتمويهما بالذهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>