للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلا يشغلهم بمهم عن الأهم، كما أنه أصل في إعطاء القرآن أولوية في الحفظ والتلاوة والتدبر.

١٣٧ - * روى الشيخان عن أبي هريرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كذبَ عليَّ مُتعمداً فليتبوأ مقعده من النار".

١٣٨ - * روى مسلم عن سَمُرة بن جُندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حدث عني بحديث يرى أنه كذبٌ فهو أحدُ الكاذبين".

أقول: رُويت كلمة الكاذبين على الجمع وعلى التثنية.

١٣٩ - * روى مسلم عن المغيرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن كذباً عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ، فمن كذب عليَّ فليتبوأْ مقعدهُ من النار".

قال أبو عيسى: سألت أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن، قلت: من روى حديثاً وهو يعلم أن إسناده خطأ يكون قد دخل في هذا الحديث؟ فقال: لا إنما معنى الحديث إذا روى حديثاً، ولا يعرف لذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أصلاً، فأخاف أن يكون قد دخل في هذا الحديث.

قال مالك: لا يكون الرجل إماماً وهو يحدث بكل ما سمع. شرح السنة ١/ ٢٦٧.

قال البغوي: اعلم أن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم أعظمُ أنواع الكذب بعد ذلك الكافر على الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن كذباً عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ، من كذب عليَّ مُتعمداً فليتبوأ مقعده من النار".

ولذلك كره قوم من الصحابة والتابعين إكثار الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم خوفاً من الزيادة والنقصان، والغلط فيه، حتى إن من التابعين كان يهاب رفع المرفوع، فيوقفه على الصحابي، ويقول: الكذب عليه أهون من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (١)، ومنهم من يُسنِد


١٣٧ - البخاري (١/ ٢٠٢) ٣ - كتاب العلم، ٣٨ - باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم.
مسلم (١/ ١٠) المقدمة، ٢ - باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
١٣٨ - مسلم (١/ ٩) المقدمة، ١ - باب وجوب الرواية عن الثقات، وترك الكذابين.
١٣٩ - مسلم (١/ ١٠) المقدمة، ٢ - باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>