للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتب عني غير القرآن فليمْحُه - وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب عليَّ [قال همام: أحسبه قال]: متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار".

١٧٦ - * روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: استأذنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتابة، فلم يأذن لنا.

أقول: لقد رأينا أن المنع من كتابة الحديث كان أولاً ثم نسخ إلا أن هذا المنع يجعلنا أن نفهم أن لكتاب الله أولوية وخصوصية تقدمه على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كانت السنة وحياً كذلك.

قال النووي: قال القاضي: كان بين السلف من الصحابة والتابعين اختلاف كثير في كتابة العلم فكرهها كثيرون منهم وأجازها أكثرهم ثم أجمع المسلمون على جوازها وزال ذلك الخلاف واختلفوا في المراد بهذا الحديث الوارد في النهي فقيل هو في حق من يوثق بحفظه ويخاف اتكاله على الكتابة إذا كتب وتحمل الأحاديث الواردة بالإباحة على من لا يوثق بحفظه كحديث اكتبوا لأبي شاه وحديث صحيفة علي رضي الله عنهُ وحديث كتاب عمرو بعث به أبو بكر رضي الله عنه أنساً رضي الله عنه حين وجهه إلى البحرين وحديث أبي هريرة أن ابن عمرو بن العاص كان يكتب ولا أكتب وغير ذلك من الأحاديث وقيل إن حديث النهي منسوخ بهذه الأحاديث وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن فلما آمن ذلك أذن في الكتابة وقيل إنما نهي عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لئلا يختلط فيشتبه على القارئ في صحيفة واحدة والله أعلم ا. هـ.

١٧٧ - * روى البخاري عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله "كتب إلى أبي بكر بن حزمٍ: انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه، فإني خفتُ دروس العلم، وذهاب العلماء، ولا يُقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وليُفشوا العلم (١)، وليجلسوا حتى يُعلَّمَ من لا


١٧٦ - الترمذي (٥/ ٣٨) ٤٢ - كتاب العلم، ١١ - باب ما جاء في كراهية كتابة العلم، وهو حديث حسن.
١٧٧ - البخاري (١/ ١٩٤) ٣ - كتاب العلم، ٣٤ - باب كيف يقبض العلم.
(وليفشوا العلم): فشا الشيء يفشو: إذا ظهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>