وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على حديث يزيد بن رومان في شرح السنة (٤/ ١٢٠ - ١٢٢) ما يلي: هو في الموطأ: (١/ ١١٥) في الصلاة في رمضان، باب ما جاء في قيام رمضان ويزيد بن رومان لم يدرك عمر، فهو منقطع، لكن الحديث ورد من طريق آخر موصول صحيح، فقد قال البيهقي في (السنن ٢/ ٤٩٦): أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن فنجويه الدينوري بالدامغان، ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق السني، أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ثنا علي بن الجعد، أنبأ ابن أبي ذئب، وعن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد قال: كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة، قال: وكانوا يقرؤون بالمئين، وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه من شدة القيام. وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم عدول ثقات، أما أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن فنجويه، فهو من كبار المحدثين في زمانه، لا يسأل عن مثله، ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة تمام بن أبي الحسين الرازي، وأما أحمد بن محمد بن إسحاق المعروف بابن السني، وهو صاحب كتاب عمل اليوم والليلة. وراوي سنن النسائي وصفه الذهبي بقوله: كان ديناً خيراً صدوقاً، وأما عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، فهو ثقة ثبت فهم عارف، سئل الدارقطني عنه فقال: ثقة إمام جبل أقل المشايخ خطأ، وعلي بن الجعد، هو أحد شيوخ البخاري، ذكره الحافظ في التقريب، وقال: ثقة ثبت، وإما ابن أبي ذئب، فثقة فقيه فاضل، وأما يزيد بن خصيفة، فهو يزيد بن عبد الله بن خصيفة بن عبد الله بن يزيد الكندي المدني، وقد ينسب لجده، وثقه أحمد، وأبو حاتم، والنسائي، وابن سعد، وابن حبان، وابن عبد البر، وقال ابن معين: ثقة حجة، وقد اتفق البخاري ومسلم على إخراج حديثه، وقول أحمد فيه في إحدى روايتيه فيما رواه عنه أبو داود: منكر الحديث، لا يراد منه التضعيف والقدح، وإنما يقصد به أن ينفرد عن أقرانه بأحاديث، وأما السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة الكندي، فهو صحابي صغير حج به حجة الوداع وهو ابن سبع سنين، وولاه عمر سوق المدينة، أخرج له الجماعة، وقد صحح إسناد هذا الأثر غير واحد من الحفاظ، منهم الإمام النووي في "الخلاصة" و"المجموع"، وابن العراقي في "طرح التثريب"، والسيوطي في "المصابيح" وغيرهم، ولا نعلم أن أحداً من أئمة أهل العلم من المتقدمين قد ضعفه، وما ادعاه بعض المعاصرين من أن الشافعي قد ضعفه مستدلاً بتصديره إياه بـ "روي" فوهم، لأن الشافعي رحمه الله قد أخذ به، واستحبه، وهو لا يأخذ بالحديث الضعيف، والمتقدمون كالشافعي