للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لهم ركعة ركعة، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان". وفي رواية (١) أبي داود عن عروة بن الزبير "أن مروان سأل أبا هريرة قال: هل صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ قال أبو هريرة: نعم، فقال مروان: متى؟ قال أبو هريرة: عام غزوة نجد، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة العصر، فقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مقابلو العدو، ظهورهم إلى القبلة، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبروا جميعاً: الذين معه، والذين مقابلو العدو، ثم ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة واحدة، وركعت الطائفة التي معه، ثم سجد فسجدت الطائفة التي تليه، والآخرون قيام مقابلي العدو، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقامت الطائفة التي معه، فذهبوا على العدو فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم كما هو، ثم قاموا، فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة أخرى وركعوا معه، وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد ومن معه، ثم كان السلام، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسلموا جميعاً، فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولكل رجل من الطائفتين ركعة" وفي أخرى (٢) له قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجد، حتى إذا كنا بذات الرقاع من نخل لقي جمعاً من غطفان ... فذكر معناه.

وأخرج النسائي (٣) رواية أبي داود، وقال في آخره: "ولكل واحدة من الطائفتين ركعتان ركعتان".

أقول: المذاهب الثلاثة ما عدا الحنابلة تفهم النصوص التي ذكرت الركعة الواحدة على أنها ركعة مع الإمام وركعة أخرى صلتها منفردة، فالصلاة لم تنقص عن ركعتين وهي صلاة المسافر إلا في المغرب فإنها ثلاث.


(١) أبو داود (٢/ ١٤) كتاب الصلاة، باب من قال يكبرون جميعاً.
(٢) أبو داود، الموضع السابق ص ١٤، ١٥، وقال أبو داود: ولقطة غير لقط حيوة بن شريح، وقال فيه: "حتى ركع بمن معه وسجد، قال: فلما قاموا مشوا القهقرى إلى مصاف أصحابهم" ولم يذكر استدبار القبلة.
(٣) النسائي (٣/ ١٧٣، ١٧٤) ١٨ - كتاب صلاة الخوف.
وهو حديث صحيح وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>