للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣٨٣ - * روى الطبراني عن موسى بن يزيد الكندي قال: "كان ابن مسعود يقريء رجلاً فقرأ الرجل: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} مرسلةً، فقال ابن مسعودٍ ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ قال أقرأنيها: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} فمددها".

أقول: من المعلوم أن الهمزة أو السكون إذا جاءا بعد حرف المد في كلمة واحدة كما في قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ} فإنها تمد مداً واجباً مقداره أربع أو خمس حركات.

ولقد استقرأ علماء القراءات كيفية أداء رسول الله صلى الله عليه وسلم لقراءة القرآن، فاستخرجوا قواعد التجويد والترتيب في الممدود وكيفية النطق بالأحرف إلى غير ذلك من قواعد ينبغي أن يبذل المسلم جهداً في تعلمها. فإنها من المطلوبات العينية في حق كل تالٍ للقرآن.

٢٣٨٤ - * روى أحمد عن بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال نافعٌ أُراها حفصة - أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إنكم لا تستطيعونها. قال: فقيل أخبرينا بها. قال فقرأتْ قراءةً ترسلتْ فيها. قال فحكى لنا ابن أبي مليكة الحمد لله رب العالمين ثم قطع الرحمن الرحيم ثم قطع مالك يوم الدين.

أقول: كما أن علماء النحو والصرف استقرؤوا اللغة العربية واستخرجوا قواعد النحو والصرف فكذلك علماء القراءات استخرجوا قواعد الترتيل استقراءً فأصبح علم الترتيل علماً قائماً بذاته فقارئ القرآن يجب عليه أن يقرأ القرآن مرتلاً وذلك بمراعاة طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأداء، وذلك لا يكون إلا بتلقن القرآن من أفواه المقرئين الذين يؤدونه كما تلقوه، ولا يستقيم ذلك بعد العصور الأولى إلا بمعرفة أحكام الترتيل كما دونها العلماء. فعلى المسلم أن يجمع وهو يقرأ القرآن ما بين أحكام التلاوة وتحسين الصوت والتخشع والتدبر (١)، ومن


٢٣٨٣ - الطبراني في (الكبير) (٩/ ١٤٨).
مجمع الزوائد (٧/ ١٥٥) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات، ولكن قال محقق الطبراني: قال في المجمع ورجاله رجال الصحيح وكذلك وقع في المجمع مسعود بن يزيد، وفي المطبوع من الطبراني موسى بن يزيد وهو الصحيح.
٢٣٨٤ - أحمد (٦/ ٢٨٨).
مجمع الزوائد (٢/ ١٠٨) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>