للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} (١) قال: {الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} قال أبو الدرداء: والله لا أتابعهم، ثم قال أبو الدرداء: أنت سمعته مِنْ في صاحبك؟ قال: نعم، قال: وأنا سمعت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء يأبون علينا.

وفي رواية (٢): أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدونني أن أقرأ {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} والله لا أتابعهم عليه.

ولمسلم (٣) قال: أتى علقمةُ الشام، فدخل مسجداً، فصلى فيه، ثم قام إلى حلقةٍ، فجلس فيها، قال: فجاء رجلٌ فعرفتُ فيه تحوُّشَ القوم وهيْئتَهُمْ، قال: فجلس إلى جنبي، ثم قال: أتحفظُ كما كان عبد الله يقرأ فذكر بمثله.


(١) الليل: ١ - ٣.
(٢) البخاري (٨/ ٧٠٧) ٦٥ - كتاب التفسير، ٢ - باب (وما خلق الذكر والأنثى).
(٣) المسلم (١/ ٥٦٦) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٥٠ - باب ما يتعلق بالقراءات.
قال ابن الأثير (تحوش) احْتَوش القومُ على فلان: إذا جعلوهُ وسطهم، وتحوَّشَ القوم عني: تنحَّوْا.
قال النووي: هو بمثناة في أوله مفتوحة، وحاء مهملة وواو مشددة وشين معجمة. أي انقباضهم. قال القاضي: ويحتمل أن يريد: الفطنة والذكاء .. يقال: رجل حوشي الفؤاد. أي: حديده.
قال الحافظ: وهذه القراءة لم تنقل إلا عمن ذكر في هذا الحديث. ومن عداهم قرؤوا (وما خلق الذكر والأنثى) وعليها استقر الأمر مع قوة إسناد ذلك إلى أبي الدرداء ومن ذكر معه. ولعل هذا مما نسخت تلاوته، ولم يبلغ لنسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه. والعجب من نقل الحفاظ الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن ابن مسعود: وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة، ثم لم يقرأ بها أحد منهم، وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء، ولم يقرأ أحد منهم بهذا، فهذا مما يقوي أن التلاوة بها نسخت [م].

<<  <  ج: ص:  >  >>