للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٥٢ - * روى البخاري عن عُبيد بن عُمير رحمه الله قال: قال عمر بن الخطاب يوماً لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيم تروْنَ هذه الآية نزلت {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} قالوا: الله أعلمُ، فغضب عمر فقال: قولوا: نعلمُ، أو لا نعلمُ، فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين، قال عمر: يا ابن أخي، قل ولا تحقر نفسك، قال ابن عباس: ضُربتْ مثلاً لعمل، قال عمر: أيُّ عملٍ؟ قال ابن عباس، لعملٍ، قال عمر: لرجل غنيٍّ يعملُ بطاعة الله، ثم بعث عز وجل له الشيطان، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله".

وتمام الآية {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (١).

٢٥٥٣ - * روى الترمذي عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: في قوله تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} (٢) "نزلت فينا معشر الأنصار، كنا أصحاب نخلٍ، فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته، وكان الرجل يأتي بالقنو والقنوين، فيعلقه في المسجد، وكان أهل الصُّفة ليس لهم طعامٌ، فكان أحدهم إذا


٢٥٥٢ - البخاري (٨/ ٢٠١، ٢٠٢) ٦٥ - كتاب التفسير، ٤٧ - باب قوله (أيود أحدكم أن تكون له جنة) - إلى قوله- (تتفكرون).
(أغرق أعماله) الصالحة: أضاعها بما ارتكب من المعاصي.
(١) البقرة: ٢٦٦.
٢٥٥٣ - الترمذي (٥/ ٢١٩) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٣ - باب "ومن سورة البقرة" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
ابن ماجه (١/ ٥٨٣) ٨ - كتاب الزكاة، ١٩ - باب النهي أن يخرج في الصدقة شر ماله.
الحاكم (٢/ ٢٨٥) كتاب التفسير، وقال الحاكم: هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(٢) البقرة: ٢٦٧.
(تيمموا الخبيث) التيمم: القصد، والخبيث: الرديء والحرام.
(بالقنو) العِذق من الرُّطب وهو من التمر بمنزلة العنقود من العنب.
(أهل الصُّفة): هم الفقراء من الصحابة الذين كانوا يسكنون صُفة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا مسكن لهم، ولا مكسب ولا مال وال ولد، وكانوا متفرغين للعلم والجهاد، وكانوا يزيدون وينقصون. ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>