للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأنصاريَّ، دون ذوي رحمه، للأخوَّةِ التي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، فلما نزلتْ: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ}، نسختها ثم قال: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} من النصْر والرفادةِ والنصيحة، وقد ذهب الميراثُ، ويُوصي له.

وفي أخرى (١) لأبي داود قال: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} كان الرجلُ يحالف الرجل، ليس بينهما نسبٌ فيرثُ أحدهما الآخر، فنسخ ذلك الأنفال، فقال: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}.

٢٥٩٥ - * روى مالك رضي الله عنه بلغه، أنَّ عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال في الحَكَمَيْنِ اللذين قال الله فيهما: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} إنَّ إليهما الفُرقة بينهما والاجتماع.

٢٥٩٦ - * روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} (٢) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يظلمُ


(١) أبو داود: نفس الموضع السابق.
(عاقدت أيمانكم) المعاقدةُ: المعاهدةُ والميثاق، و"الأيمانُ" جمع يمين: القسَمُ أو اليد. و (عاقدت) قراءة لبعض القراء غير عاصم وحمزة والكسائي وخلف فقرؤوا (عقدت) بغير ألف بعد العين.
(ذوي رحمِه) ذوو الرحم: الأقارب في النسب.
(الرفادة): الإعانة، رفدت الرجل: إذا أعنته، وإذا أعطيته.
٢٥٩٥ - الموطأ (٢/ ٥٨٤) ٢٩ - كتاب الطلاق، ٢٦ - باب ما جاء في الحكمين.
(شقاق) الشقاق: الخلاف.
٢٥٩٦ - مسلم (٤/ ٢١٦٢) ٥٠ - كتاب صفات المنافقين، ١٣ - باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة.
(٢) النساء: ٤٠.
(الذرة) هي الوحدة الدقيقة، أدق من الهباءة، تتكون منها الأشياء.
وقال القرطبي: الذرة: النملة الحمراء وهي أصغر النمل.
قال النووي في شرح مسلم: أجمع العلماء على أن الكافر الذي مات على كفره لا ثواب له في الآخرة، ولا يجازي فيها بشيء من عمله في الدنيا متقرباً به إلى الله تعالى، وصرح في هذا الحديث: بنه يطعم في الدنيا بما عمله من الحسنات، أي: بما فعله متقرباً به إلى الله تعالى، مما لا تفتقر صحته إلى النية، كصلة الرحم والصدقة والعتق والضيافة وتسهيل الخيرات ونحوها، وأما المؤمن فيدخر له حسناته وثواب أعماله في الآخرة، ويجزي بها مع ذلك أيضاً في الدنيا، ولا مانع من جزائه في الدنيا والآخرة، وقد ورد الشرع به، فيجب اعتقاده.
وقوله: إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة، معناه: لا يترك مجازاته بشيء على حسناته، والظلم: يطلق بمعنى =

<<  <  ج: ص:  >  >>